الإجهاض المتكرر مشكلة تعانيها نسبة 2 الى 3 في المئة من النساء. وهو يعني سقوط الحمل قبل الأسبوع الرابع والعشرين ثلاث مرات متتالية أو أكثر، ولعمر المرأة دور في حصوله إذ كلما تقدمت في السن ازداد الإجهاض المتكرر عندها. ويزداد احتمال الإجهاض المتكرر في عمر 40 وما فوق، فالمرأة تملك عدداً معيناً من البويضات التي تعطيها شهرياً خلال الدورة الشهرية، وبناء عليه فإن سن هذه البويضات يوازي تماماً عمر المرأة، فكلما تقدمت في السن تقدم سن البويضات، وبالتالي ترتفع نسبة الأخطار الوراثية وتلك الناجمة عن انقسام الخلايا. إن تقدمت سن البويضة يضعف من قــــدرتها على الانقسام في شكل سليم، ويقلل من التوزيع المتوازن للكروموزمات، ما يهيئ الظروف لحدوث عــيوب وراثية من شأنها تقويض عملية نمو الجنين أو إمكان تثبيته على جدار الرحم، الأمر الذي يـــقود الى الإجهاض عاجلاً أو آجلاً. وبالطبع فإن هناك مسببات كثيرة وراء الإجهاض المتكرر، مثل تشوهات الرحم، والعوامل المناعية، والهرمونات، وأمراض المبيض، والإصابة بالعدوى، وبعض الأمراض المزمنة التي تصيب القلب والكلية والدم والرئة والجهاز المناعي، وتوجد أسباب بيئية، وأخرى مجهولة. إذاً، إن الأسباب التي تقف وراء الإجهاض المتكرر متعددة ومتنوعة، من هنا لا بد من إجراء كل ما هو مناسب من أجل الوقوف على السبب، وبالتالي تدبيره بالوسيلة الناجعة التي تضمن بقاء الحمل واستمراره الى النهاية. إن الإجهاض يعتبر من أكثر مضاعفات الحمل حدوثاً، وهو ليس نقمة دوماً، ففي بعض الحالات قد يكون نعمة لأنه وسيلة تسمح بالتخلص من جنين يعاني من عيوب وتشوهات خلقية تلقي بثقلها على الطفل والأهل والمجتمع.