في عصر يهيمن عليه أسلوب الاستحواذ في عالم كرة القدم، مثلما تفعل إسبانيا عادت رميات التماس الطويلة والموجهة إلى داخل منطقة الجزاء للظهور كسلاح ناجح، في أغلب الأحيان لإرباك الدفاع، ولجأت أيسلندا لهذا السلاح لتسجيل هدفين في إطار قصتها الخيالية ببطولة أوروبا 2016 بعد تأهلها لدور الثمانية، وعجز مدربو الفرق المنافسة عن إبطال مفعول هذه الرميات، رغم معرفتهم بهذه الوسيلة.. وعلى الجهة الأخرى، ودع منتخب إسبانيا، الذي هيمن على الكرة في آخر عشر سنوات بفضل أسلوب الاستحواذ والتمريرات القصيرة السريعة، البطولة بعد الخسارة بهدفين نظيفين، أمام إيطاليا، في دور الستة عشرة، وأيسلندا محظوظة بامتلاك لاعب الوسط آرون غونارسون، الذي يجيد إرسال رميات تماس طويلة ومقوسة لتصل إلى المهاجمين مستغلاً عدم احتساب تسلل من هذه الرميات أو ربما يلمس حارس المرمى الكرة فيتابعها زميل آخر بتسديدة في المرمى. كرة يدوقال جونارسون، إن هذه الطريقة استوحاها من رياضة أخرى، وأوضح لعبت كرة اليد لسنوات واستلهمت منها هذه اللعبة وربما يملك شخص آخر ضعف طول ذراعي، لكن الأمر يتعلق بطريقة تسديد الرمية.واعتمد ليستر سيتي، الذي أبهر العالم بتتويجه بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا العام على نفس الوسيلة مستفيداً من خبرة مدافعه النمساوي كريستيان فوكس، وربما يكون روري ديلاب اللاعب السابق لستوك سيتي، هو أفضل من ينفذ رميات التماس في العصر الحديث.. حيث كان قادراً على قذف الكرة لمسافة 40 متراً تقريباً، ونظرياً يبدو التعامل مع رميات التماس أمراً سهلاً لكن المهاجمين يتوقعون خطأ من مدافع في إبعاد الكرة ثم محاولة تسديدها على المرمى، وكان روي هودجسون مدرب إنجلترا مدركاً لخطورة استخدام أيسلندا لهذا السلاح بعدما شاهدهم يسجلون بهذه الطريقة أمام النمسا في دور المجموعات.فشلوقال هودجسون للصحافيين: هذه أمور ندركها وسنستعد لها. سجلوا بالفعل من رمية تماس وهذا تنبيه لنا وإذا لم نقم بواجبنا سنعطيهم فرصة للتسجيل، لكن بعد دقائق قليلة من تقدم إنجلترا مبكراً من ركلة جزاء استقبلت هدفاً بنفس الوسيلة بعدما سدد جونارسون رمية تماس حولها كارل أرناسون برأسه لتصل إلى راغنار سيغوردسون الذي أدرك التعادل.