(الأَرْبَع) في الإنسان: أطرافه الأربعة في الأصل وهي يداه ورجلاه، وكثيراً ما نسمعهم يقولون في مقام الذّمّ: فلان مقطَّع أربع وهو قول عربيّ صحيح، وهذا التعبير مجازي لتأكيد الذّم، فالمراد أنَّ هذا الموصوف بهذا الوصف يستحق أنْ تُقْطَعَ أطرافه الأربعة لكثرة ما ارتَكَبَ من جنايات وجرائم، فكأنَّ يده قُطِعَت في جريمة، ثم لحقتها يده الأخرى في جريمة ثانية، ثم قُطِعَت رجلاه لتتابع الجرائم، هذا هو الأصل، وإن كان يقال هذا الوصف لِمَنْ لم يُقطع شيءٌ من أطرافه لقُبح أفعاله، ويريدون بذلك أنَّه كمن قُطَعَت أطرافه الأربعة حقيقةً لجرائمه البشعة وتكرارها. ويظهر لي أنَّ هذا الوصف أصابه شيءٌ من التطوّر الدّلالي فخرج من هذا المعنى الضيِّق الذي هو تقطيع الأطراف أو وصفه بهذه الصفة إلى معنى أَوْسَعَ يختلف من شخص إلى آخر، غير أنَّه يتمحور حول تَعَلَّق الموصوف «مقطَّع الأربع» بالمعاصي والأفعال القبيحة والفاحشة وعدم المبالاة بشرفه وأخلاقه.