القاهرة: عبد الستار حتيتة تنتظر مصر إجراء تعديل وزاري يشمل وزارة الدفاع بما يفتح الطريق أمام قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة. ولمح رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي إلى أن التعديل الوزاري المرتقب ربما يشمل ثلاث وزارات من بينها وزارة الدفاع التي يشغلها السيسي، وذلك في أقوى إشارة إلى رغبة وزير الدفاع الحالي في خوض المنافسة على رئاسة الدولة المقرر أن يبدأ فتح الباب لها خلال أسابيع على الأقل من الآن، لكن السفير هاني صلاح، المتحدث باسم الحكومة، لم يؤكد بشكل قاطع قرب إجراء مثل هذا التعديل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا ما تم إجراء تعديل فسيتم في الوقت المناسب»، مشيرا إلى أن أهم الموضوعات التي تطرق إليها الجانب المصري مع رئيس الوزراء الليبي الدكتور علي زيدان أثناء زيارته للقاهرة، تتعلق بتشغيل العمالة في ليبيا والمشاركة في إعادة الإعمار ومنع تهريب السلاح. وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء المصري للسعودية المقرر لها يوم الثلاثاء المقبل، قال السفير صلاح إن أبرز القضايا في الزيارة للسعودية تتعلق بالتعاون الاقتصادي وجذب استثمارات سعودية لمصر. وأضاف أن الوزراء الذين سيرافقون الدكتور الببلاوي هم وزراء النقل والاستثمار والإسكان والتخطيط والبترول. وتابع، بشأن ما نسب إلى رئيس الوزراء المصري من قوله إنه سيجري تعديلا في ثلاث وزارات من بينها وزارة الدفاع، قائلا: «إذا ما تم إجراء تعديل وزاري، فسيتم في الوقت المناسب الذي يراه السيد رئيس الوزراء، وبعد التشاور مع السيد رئيس الجمهورية، بما يحقق مصلحة الوطن». وعما أشار إليه رئيس الوزراء من أن التعديل سيشمل وزارات الدفاع والتخطيط والإنتاج الحربي، قال السفير صلاح: «لا تعليق لدي». وكان الببلاوي قال لصحيفة «المصري اليوم» الخاصة إنه سيجري تعديلا محدودا على حكومته، وإن هذا التعديل يشمل ثلاث وزارات هي الإنتاج الحربي (التي خلت بوفاة وزيرها الشهر الماضي)، والتعاون الدولي (التي قدم وزيرها استقالته الأسبوع الماضي)، والدفاع التي يشغلها المشير السيسي، ما عده المراقبون أوضح إشارة إلى أن قائد الجيش يستعد للترشح للرئاسة، حيث يتعين عليه الاستقالة من منصبه ليتسنى له خوض انتخابات الرئاسة التي يتوقع أن تجرى خلال الشهور المقبلة. وبدا أمس أن بعض وسائل الإعلام ربطت بين تصريحات رئيس الوزراء الدكتور الببلاوي، وتكهنات قوية بشأن اعتزام المشير السيسي الترشح للرئاسة، ذهبت ببعض التقارير الإعلامية للقول بأن ما ذكره الببلاوي يعد إعلانا بترشح السيسي للرئاسة، وهو ما نفاه رئيس الوزراء المصري في بيان أمس، بقوله إن «هذا الأمر يحدده فقط السيد وزير الدفاع وفقا لرؤيته وبما يحقق المصلحة العليا للوطن». واستقبل كبار المسؤولين المصريين أمس رئيس الوزراء الليبي في أول لقاء على مستوى رفيع منذ حادثة اختطاف مسلحين مجهولين في طرابلس الغرب لخمسة من البعثة الدبلوماسية المصرية في ليبيا، وهو ما ترتب عليه سحب مصر لكامل بعثتها من هناك. وأجرى كل من الرئيس المؤقت عدلي منصور، والمشير السيسي، مباحثات منفصلة مع زيدان. وعن أهم ما جرى التباحث حوله مع الضيف الليبي، قال السفير هاني صلاح إنها موضوعات تتعلق بفتح سوق للعمالة المصرية وإعادة الإعمار في ليبيا بحيث تدخل فيها الشركات المصرية بقوة، وضبط الحدود بين البلدين، سواء فيما يتعلق بانتقال الأفراد أو تهريب السلاح. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، إن الرئيس منصور أكد لرئيس الوزراء الليبي أن عودة الدبلوماسيين المصريين العاملين في السفارة المصرية بليبيا إلى مصر تعد إجراء أمنيا احترازيا للحفاظ على أمنهم وأمن عائلاتهم، وأن عودتهم إلى ليبيا ستكون في مستقبل قريب، موضحا أن مصر حريصة على تطوير علاقاتها بليبيا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاستثمارية؛ بغية تحقيق أهداف الثورتين المصرية والليبية. وأضاف بدوي أن الرئيس منصور أعرب عن أهمية إيلاء العمالة المصرية في ليبيا اهتماما خاصا، والنهوض بأوضاعها وتحسين ظروف العمل والحياة لهم؛ وهو ما أمن عليه رئيس الوزراء الليبي، مؤكدا أن ليبيا تثمن العمالة المصرية الماهرة ذات التنافسية العالية، ومنوها إلى عملية الربط الإلكتروني التي تجري حاليا بين البلدين في مجال العمالة. وشارك في اللقاء الدكتور الببلاوي، ونبيل فهمي وزير الخارجية المصري، والسفير محمد أبو بكر سفير مصر بليبيا، ومن الجانب الليبي السفير محمد فايز جبريل سفير ليبيا بالقاهرة، ومحمد القطوس مدير مكتب رئيس الوزراء الليبي. من جانبه، أكد زيدان على حرص بلاده على علاقاتها بمصر ورغبتها في تنميتها في شتى المجالات، ولا سيما في مجال إعادة الإعمار الذي تحتاج إليه ليبيا بعد الثورة، والذي تتمتع فيه مصر بميزة نسبية، من خلال شركات المقاولات المصرية المؤهلة لذلك. كما تضمن اللقاء استعراض عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتي جاء في مقدمتها عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي، وضبط الحدود البرية بين البلدين لتنظيم حركة تنقل الأفراد والبضائع من جهة، ومنع عمليات تهريب الأسلحة من جهة أخرى، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إن «المشير عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، التقى بالسيد علي زيدان رئيس الوزراء الليبي والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا»، وإن اللقاء تناول «بحث تطورات الأوضاع والعلاقات الثنائية بين مصر وليبيا خلال الفترة الراهنة، ودعم مجالات التنسيق والتعاون الأمني لتحقيق المصالح المشتركة لكلا الشعبين الشقيقين خلال المرحلة المقبلة». وحضر اللقاء الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفير الليبي بالقاهرة. على صعيد متصل، أجرى الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، جلسة مباحثات أمس بالقاهرة مع الدكتور زيدان تناولت تطورات الأوضاع في ليبيا والاستحقاقات الخاصة ببناء مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها انتخاب لجنة صياغة الدستور يوم 20 الشهر الحالي. وقال نائب الأمين العام للجامعة، السفير أحمد بن حلي، في تصريح صحافي إنه جرى خلال اللقاء الحديث عن التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي بروما يومي 6 و7 مارس (آذار) المقبل حول دعم ليبيا ومساعدتها في إعادة الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستشارك في المؤتمر بوفد رفيع المستوى برئاسة أمينها العام. وأضاف أن اللقاء تناول أيضا التحضيرات لاجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية المقرر في بداية الشهر المقبل والقمة العربية الدورية بالكويت بنهاية الشهر ذاته. وأشار إلى أن زيدان أطلع العربي على التطورات والجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والاستحقاقات القادمة ومن بينها تشكيل لجنة إعداد الدستور.