تُعدُّ محافظة العقيق أكبر محافظات منطقة الباحة من حيث المساحة؛ حيث تشغل ما يزيد عن نصف مساحة المنطقة، ويتبع لها ستة مراكز مترامية الأطراف، تلتقي حدودياً مع الحدود الإدارية لمنطقة عسير، ومنطقة مكة المكرمة، ويبلغ عدد سكانها قرابة (36) ألف نسمة (تعداد 1431هـ). وعلى الصعيد التعليمي وتحديداً (تعليم البنات)؛ فإنّ عدد مدارس المحافظة لجميع المراحل يبلغ (32) مدرسة، ومجموع الطالبات المنتظمات في تلك المدارس للعام الدراسي الحالي أكثر من (4000) طالبة، منهن ما يقارب (900) طالبة في المرحلة الثانوية فقط، ومع ذلك كله؛ فإنّ المحافظة لا يوجد بها أي كلية للبنات منذ ما يزيد عن (30) عاماً؛ حيث افتتحت أول كلية للبنات في مدينة الباحة عام (1402هـ)، ليتوالى بعدها افتتاح عدد من الكليات في بقية المحافظات (عدا محافظة العقيق) التي بقيت خارج حسابات القائمين على التعليم الجامعي منذ بداياته المبكرة في المنطقة وحتى الآن..! ما يدعو للاستغراب والتعجب؛ ملازمة (النحس التعليمي) لهذه المحافظة، حتى بعد إنشاء (جامعة الباحة)، التي بادرت بافتتاح فروع (لكلية العلوم والآداب للبنات) في كل من (بلجرشي- المندق- المخواة- قلوة)، وتناست المحافظة الكبرى، مع أنّ موقع الجامعة الإلكتروني يورد ما نصه: (ومن موجبات إنشاء تلك الكليات تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتحقيق العدالة بين المحافظات)، فأين ما ذكر من الواقع واستمرار معاناة طالبات العقيق وأهاليهن؟!، الذين وقعوا ضحية للتهميش والنسيان، ليضطروا مجبرين للبحث عن القبول في كليات المحافظات المحظوظة، رغم بعد المسافات ومشقة السفر اليومي، والتكاليف المادية العالية، التي تنوء بها كواهل الأسر البسيطة، مما حرم بناتها من التعليم، وأسهم في تزايد حالات التسرب بين طالبات المحافظة..! ختاماً، يا معالي مدير جامعة الباحة: لم يبق إلا محافظة العقيق؛ تنتظر (كلية بناتها) منذ عشرات السنين، فمتى تنتهي حكاية الانتظار والحرمان..؟!