قال الكاتب جيمس تروب -بمقال في مجلة فورين بوليسي- إن من واجب النخب السياسية أن تقوم بتوعية الناخبين لا بتضليلهم في ما يتعلق بالاستفتاءات المصيرية، كتلك التي أخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غفلة منها. ويشير الكاتب إلى أن فترة ستينيات القرن الماضي شهدت أعظم موجة من التشنجات السياسية، لكن حرب فيتنام والنضال من أجل الحقوق المدنية غيّرت الثقافة الأميركية وأعادت تشكيل الأحزاب السياسية، رغم كل ما كانت تعانيه الحياة السياسية. ويضيف أن الأحوال الآن تختلف، فثورة المواطن في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا هذه الأيام، قد تقلب الأمور السياسية بشكل مختلف. ويوضح أن النخب السياسية في ستينيات القرن الماضي كانت تفرُّ بعيدا عن شغب الأبناء، لكنها الآن تفر بعيدا عن حكمة الآباء والأمهات، حتى صار التطرف أمرا سائدا. وقال إن رئيس الوزراء البريطاني ربما يكون أساء تقدير طبيعة الشعب البريطاني حتى غامر بالاستفتاء الذي أخرج البلاد من منظومة الاتحاد الأوروبي. أزمة ويقول الكاتبإن كلا من حزب المحافظين وحزب العمال البريطانيين يمرُّ الآن في أزمة،وإن هذه الأزمة تلوح الآن في الأفق الأميركي، وإنه إذا ما فشل المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة، فإن الحزب الجمهوري سيشهد انقساما حادا. ويضيف أن الصدمة التي أحدثها خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبية لم تعد صادمة، لكنها ستترك تداعياتها على النخب والأحزاب السياسية في أوروبا برمتها، وخاصة في ظل تجاهل النخب السياسية لمقدار الغضب لدى القوى العالمية. ويقول الكاتب إن الاستفتاء البريطاني أسفر عن هذه النتيجة في ظل تخوف الناخبين من الأزمات التي يشهدها الاتحاد الأوروبي، وأبرزها ما يتعلق بالهجرة وبارتفاع تكلفة العضوية في الاتحاد الأوروبي.