×
محافظة المنطقة الشرقية

محمد بن راشد: قيادة البلاد لم تأل جهداً ولا مالاً في إسعاد وتعليم أبنائها وبناتهــا

صورة الخبر

ارتفعت على مدار الأيام الماضية وتيرة الخطاب الرسمي الأردني الغاضب، وتصدّرت عبارات «الوعيد بالثأر»، قتلاً أو سجناً، لعناصر «تنظيم داعش الإرهابي» الذي تبنّى في شريط مصوّر مساء الأحد تنفيذ «عملية الركبان» التي راح ضحيتها 6 من عناصر حرس الحدود الأردني على الحدود مع سورية. ورصدت مصادر أردنية مفارقات عدة بعيد إعلان «داعش» مسؤوليته عن عملية الركبان التي استهدفت مكتباً أمنياً متقدماً لخدمة اللاجئين على الحدود الأردنية- السورية، في «اختراق أمني واضح وضع البلاد على خط المواجهة المباشرة مع التنظيم»، وفق وصف أحد المصادر. ولفتت المصادر إلى أن الجديد في إعلان «داعش» والذي صدر عبر ذراع إعلامية تابعة له (أعماق) وفي بيان صادر عنه، وبشريط مسجل يحمل شعاره، هو أن التنظيم «لم يعلن مسؤوليته سابقاً عن أيّ عملية ضد الأردن، بما في ذلك العمليات التي نفّذتها خلايا وأفراد موالون له في الأردن»، كما حصل في هجوم «خلية إربد» بشمال البلاد والهجوم على مكتب مخابرات لواء عين الباشا شمال العاصمة عمّان مطلع الشهر الجاري». وفي تلك العمليات كان «أنصار التنظيم عبر شبكات التواصل الاجتماعي يكتفون ببث مواقف غير رسمية تبارك تلك الهجمات من دون تبنيها» بعكس ما حصل في هجوم الركبان، وفق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان. عملياً، يجد الأردن نفسه أمام فرضيات في ظل غياب المعلومات حول تفاصيل عملية الركبان الحدودية وتداعياتها. وتفيد الاحتمالات بأن الفصائل التي أعلنت بيعتها لتنظيم «داعش» أو توصف بأنها قريبة منه، مثل حركة المثنى أو لواء شهداء اليرموك، هي من نفّذ العملية لمصلحة التنظيم. ويرجّح مثل هذه الفرضية تأكيد الأنباء حول «قيام مدفعية الجيش الأردني بضرب مواقع متقدمة لهذين الفصيلين» في حوض اليرموك بمحافظة درعا، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لـ «الحياة»، وهو ما يشير ربما إلى واحدة من «العمليات الثأرية» التي تنفذها الأجهزة الأمنية ضد جماعات إرهابية. وتدعم تلك الفرضية أيضاً نوعية الشريط المسجّل الذي بثته وكالة «أعماق» التابعة لـ «داعش»، وهو «تسجيل رديء» فنياً، يخالف أبسط الإنتاج التلفزيوني الذي يعتمده التنظيم عادة في بث أشرطته والذي يعتمد أسلوب «السيناريو الكامل» الذي يصوّر العملية بكافة مراحلها، منذ بداية التحضير لها وحتى لحظة تنفيذها. ويشير خبراء إلى أن الفرق بين تنفيذ العملية وإعلان «داعش» مسؤوليته عنها، هو «حاصل الفرق بين الاتصال المتعثّر بين التنظيم الأم وبين مبايعيه الجدد من فصائل مسلحة تنشط في مناطق جنوب درعا، وعلى طول الحدود الأردنية- السورية». وأمام متابعة الأردن الرسمي بحذر مجريات القتال داخل الأراضي السورية شمالاً، فإن رسميين أردنيين يقللون من أهمية مبايعة فصيل المثنى وفصيل شهداء اليرموك تنظيم «داعش»، قياساً على حجم المعلومات الدقيقة المتوافرة للأجهزة الأمنية المتخصصة عن هذين الفصيلين، ما يخفف المخاوف من رصد نشاط حقيقي لتنظيم «داعش» (التنظيم الأم) على الحدود الأردنية- السورية، وهو ما أكدته مصادر أمنية لـ «الحياة». لكن ذلك لا يعني في الحقيقة سوى ترجيح تصاعد «المواجهة المباشرة» بين تنظيم «داعش» والأردن، وفق ما يرى الخبير أبو رمان، الذي يشير إلى أن التطور الأخير «يؤشر بوضوح نحو سخونة المواجهة المقبلة»، في ضوء رصد الخطاب الإعلامي للتنظيم المتطرف والذي احتل الأردن فيه مؤخراً قسطاً وافراً من الاتهامات المباشرة.