أيمن حسن- سبق: تطالب الكاتبة الصحفية لولو الحبيشي بمحاسبة معلم تحفيظ القرآن الكريم، صاحب فيديو ضرب الطلاب بسلك كهربائي في أحد المساجد، مؤكدة أنه لا مبرر للعنف والإيذاء الجسدي في أطهر الأماكن، وأكثرها قداسة وتجاه طلاب أخيار اختاروا حفظ القرآن وفضلوه على اللعب. وفي مقالها الضرب في حلقات المساجد! بصحيفة المدينة تقول الحبيشي: الفيديو القبيح المنتشر مؤخراً لمعلم في حلقة تحفيظ في أحد المساجد وهو يمشي بخيلاء وعنجهية، ويضرب الطلاب المتطوعين لحفظ القرآن بسلك كهربائي لا يجب أن يمر دون محاسبة ممن يملك الحق في محاسبته من الجهات أو الأفراد، فلا مبرر للعنف والإيذاء الجسدي الذي تتبنى الدولة برامج على مستويات عليا للبعد عنه وتوعية ممارسيه بمخاطره، لنجد من يمارسه في أطهر الأماكن وأكثرها قداسة وتجاه طلاب أخيار اختاروا حفظ القرآن وفضَّلوه عن اللعب وتمضية الوقت في مباهج دنيوية، ليكافئهم معلمهم بالسياط بدل الاحتواء والتعزيز. وتضيف الكاتبة: لا أجد نموذجاً لحادثة ضرب وإيذاء جسدي تستسيغها النفس السوية، عدا ما جاء في الحديث الشريف بشأن الصلاة: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، ذلك أنها عماد الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله، أما ضرب الآباء لأبنائهم بسبب إتلاف جهاز أو خروج عن الطاعة فليس إلا حيلة الضعف والشلل التربوي، وإن دل فإنما يدل على التباعد العاطفي والتنافر النفسي بين الأب وأبنائه، هذا وهو والدهم الذي لن يحبهم كائن على الأرض قدر حبه! فما بالك حين يضرب سوانا أبناءها سواء معلم في المدارس أو ملقن في المساجد؟!. وترفض الحبيشي قيام المعلم في المدرسة أو الملقن في المسجد بضرب التلاميذ وتقول: كلاهما -حين يفعل- أسوأ من الآخر، وإن كانت المدارس دور تربية واحتواء وإشفاق، فالمساجد بيوت الله تعمر بالقرآن والذكر والرأفة والرحمة، والاعتداء بالضرب على النشء لن نجني منه إلا أجيالاً عدوانية تنفر من المجتمع وتكره ما ضربت من أجله؛ لأن الضرب مساس بالكرامة والإنسانية وتعريض للفطرة لخطر الانتكاسة والتحول للسادية واستمراء العنف وتسويغه!. وتضيف الكاتبة: كل من يطالب بمنح المعلمين صلاحية ممارسة الضرب في المدارس إنما يطالب بتحويل الطلاب لمتنفسات للمعقدين يمارسون فيهم سلوكياتهم المنحرفة ويفكون بهم عقدهم النفسية، ويغطون بالعدوان الجسدي ضعف تأهيلهم واهتزاز شخصياتهم، وينطبق الأمر على معلمي حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد.