خسرت الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم، بطولة كأس أميركا الجنوبية لصالح تشيلي في النهائي، ليدون ميسي اسمه في قائمة اللاعبين المنحوسين حيث خسر 4 نهائيات مع منتخب بلاده، في كوبا أميركا 2007 ضد البرازيل، وكأس العالم 2014 على يد ألمانيا، وبطولتي كوبا أميركا 2015 و2016 أمام تشيلي. ورغم تحقيق النجم الأرجنتيني أكثر من 25 بطولة مع ناديه برشلونة الإسباني وفوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم 5 مرات، إلا أن "البرغوث" أعلن الاعتزال الدولي بعد خسارة الكوبا، ليكتب نهاية مسيرته مع الأرجنتين بصفر من الألقاب، ما اعتبره العديد من محبي اللاعب "نحساً لا مثيل له". وعلى مدار تاريخ كرة القدم، فإن هناك العديد من اللاعبين الذين لازمهم النحس وسوء الحظ الذي حال دون تحقيقهم لإنجازات تاريخية. فمن أبرز هؤلاء؟ الإسباني كانيزاريس وزجاجة العطر حارس مرمى فالنسيا الإسباني العظيم، الذي قاد جيل الخفافيش التاريخي إلى الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عامين متتاليين، من أكثر اللاعبين نحساً في تاريخ المستديرة، حيث خسر ناديه المباراتين النهائيتين، في عام 2000 أمام ريال مدريد الإسباني، وفي 2001 ضد بايرن ميونخ الألماني، في مباراة شهيرة دخل بعدها كانيزاريس في نوبة عصبية من البكاء وسط مواساة منافسه أوليفر كان حارس بايرن ميونخ. شاهد لقطة بكاء كانيزاريس بعد نهائي الأبطال 2001 نحس كانيزاريس لم يقف عند هذا الحد، حيث كان من المفترض أن يتولى الحارس المخضرم حراسة عرين المنتخب الإسباني في مونديال 2002، إلا أنه تعرض إلى أحد أغرب الإصابات في تاريخ كرة القدم. فأثناء حلاقة اللاعب لذقنه قبل الانضمام مباشرة إلى معسكر المنتخب الإسباني، سقطت زجاجة العطر من يده لتتحطم وينغرس جزء منها في قدم كانيزاريس ليصاب بقطع في الأوتار، ويغيب عن بطولة كأس العالم في واقعة أسالت الكثير من الحبر في إسبانيا. الإيطالي باجيو وركلة الجزاء 1994 يعد أحد أعظم لاعبي إيطاليا عبر التاريخ، عانى من نحس كبير منعه من إحراز أي بطولة مع منتخب بلاده، فضلاً عن إخفاقه في الفوز بدوري أبطال أوروبا رغم فوزه بلقب أفضل لاعب في العالم 1993. وتظل أكثر اللحظات نحسا في تاريخ باجيو هي إهداره ركلة الترجيح في نهائي مونديال 1994، والتي أضاعت لقب المونديال من بلاده وأهدته إلى منتخب البرازيل، لينخرط اللاعب الإيطالي العظيم في البكاء ندماً على ما أهدره من مجد. شاهد لقطة باجيو المؤثرة الإسباني دي ستيفانو ونحس المونديال هل تصدق أن ألفريدو دي ستيفانو أعظم لاعب في تاريخ ريال مدريد لم يشارك ولو لمرة وحيدة في كأس العالم؟ "الملك ألفريدو" كما يحلو لمحبي ريال مدريد أن يطلقوا عليه لعب لثلاثة منتخبات كبيرة، هي الأرجنتين وكولومبيا وإسبانيا من أجل تحقيق حلم المشاركة في المونديال، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً وأنهى مسيرته وهو في عمر الأربعين بلا أي بصمة دولية تذكر. الألماني ماركو رويس وتوقيت الإصابات يعد النجم الألماني ماركو رويس، أحد أفضل اللاعبين في العالم، حيث يقدم مع ناديه بروسيا دورتموند مستويات رائعة على مدار السنوات الأربع الأخيرة، فضلاً عن كونه ركيزة أساسية في تشكيل منتخب ألمانيا الأساسي. كل ما سبق لم يشفع للنجم الأشقر الذي يطارده نحس من نوع مختلف، إذ إنه يتعرض للإصابة قبل كل بطولة هامة يخوضها المنتخب الألماني. ففي صيف 2014، وقبل انطلاق المونديال الذي توج به الألمان بأيام، تعرض رويس لإصابة قوية في لقاء أرمينيا الودي ليحرم من الفوز بالمونديال مع بلاده، علماً أنه تغيّب عن المشاركة في يورو 2012 للإصابة أيضاً. شاهد إصابة رويس ضد أرمينيا: نحس الإصابات لم يتوقف عن ملاحقة ريوس، الذي تعرض للإصابة في نهائي كأس ألمانيا، ليغيب عن المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية الجارية حالياً في فرنسا. مايكل بالاك.. الأكثر نحساً في التاريخ إذا سألت كل متابعي كرة القدم في العالم عن اللاعب الأكثر نحساً في التاريخ، فإن 99% منهم سيجيبون بلا تفكير "مايكل بالاك بالطبع". فمتوسط الميدان الألماني يعد الأكثر خسارة للنهائيات في التاريخ، حيث خسر في 2002 مع فريقه باير ليفركوزن الألماني نهائي دوري أبطال أوروبا لحساب ريال مدريد الإسباني، علماً أنه خسر قبلها مباشرة نهائي كأس ألمانيا على يد شالكة، وفقد الدوري الألماني بطريقة دراماتيكية في الأمتار الأخيرة لصالح بايرن ميونخ. في نفس العام مثل بالاك منتخب بلاده في مونديال كوريا واليابان، وساعد فريقه على الوصول إلى النهائي أمام البرازيل إلا أنه – ولسوء الحظ - غاب عن المباراة الختامية بداعي الإيقاف، لتخسر ألمانيا البطولة لحساب نجوم السامبا. مسيرة بالاك صاحب القميص رقم 13 مع النحس استمرت، حيث خسر مع تشيلسي الإنجليزي نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 لمصلحة مانشستر يونايتد، بعدما انزلق جون تيري قائد الفريق اللندني وأهدر ركلة ترجيح بطريقة غاية في الغرابة، كان إحرازها كفيلا بفوز تشيلسي باللقب، ما شكل مصدر تشاؤم لمشجعي الفريق الأزرق، الذين أكد بعضهم أن "نحس بالاك" منعهم من معانقة أمجد الكؤوس الأوروبية للمرة الأولى في تاريخ النادي. شاهد ركلة ترجيح جون تيري الغريبة لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، ففي صيف 2008، قاد بالاك منتخب بلاده إلى نهائي بطولة كأس أمم أوروبا، متطلعاً إلى أن يحرز اللقب القاري الأول في تاريخه، إلا أنه تجرع من كأس الخيبة وخسر الألمان النهائي لحساب إسبانيا بهدف من دون رد. هل تعتقد أن نحس بالاك انتهى؟ بالطبع لا، حيث حرم القدر "القيصر الألماني" من المشاركة في مونديال 2010، إذ تعرض للإصابة في المباراة النهائية لكأس إنجلترا، والتي جمعت فريقه تشيلسي ببورتسموث، إثر تدخل عنيف من الغاني كيفن برنس بواتينغ، لتتبدد آمال بالاك في الحصول على المونديال رفقة الألمان. شاهد إصابة بالاك العنيفة في 2010: أراد بالاك أن يختتم مشواره الدولي بدخول نادي المائة الألماني والمشاركة في يورو 2012، إلا أن اتحاد الكرة في بلاده حرمه من ذلك، حيث دعا صاحب الـ98 مباراة دولية إلى المشاركة في مباراة وداعية ضد البرازيل، لتكون المباراة رقم 99 في تاريخه، إلا أنه أبى ذلك وقرر الاعتزال نهائياً، ليسدل الستار على مسيرة أكثر اللاعبين نحساً في التاريخ.