أكد رئيس الحكومة المصرية الدكتور حازم الببلاوى، أن أفراد البعثة الديبلوماسية العاملة في ليبيا سيعودون هم وعائلاتهم الى مقر عملهم، بمجرد استقرار الأمور في ليبيا، مؤكداً أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قائمة ومستمرة ولن تنقطع ولم تتغير نتيجة حادث اختطاف بعض الديبلوماسيين المصريين. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الليبي علي زيدان: «سنعمل على تعزيز العلاقات ودعمها». يأتي ذلك بعد اختطاف غرفة عمليات ثوار ليبيا الأسبوع الماضي خمسة ديبلوماسيين مصريين ومواطن في طرابلس رداً على توقيف الامن المصري رئيس الغرفة الشيخ سعيد هداية على خلفية انتهاء إقامته واتهامات أخرى باتصالات مع «القاعدة» وجماعة «الاخوان». وأطلق هدية عقب التحقيقات وردت جماعته بالإفراج عن المخطوفين من المصريين. ورفض الببلاوي أمس الربط بين الإفراج عن المصريين المختطفين في ليبيا وبين إطلاق سراح هدية الملقب بـ «أبو عبيدة الليبي». وقال ان سحب البعثة هدفه حماية الديبلوماسيين المصريين ولا تأثير له على العلاقات. ولفت رئيس الحكومة المصرية إلى اهتمام الجانب الليبي بمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود بين البلدين، فيما ربط زيدان إغلاق الحدود البرية بين البلدين بالمساعي لضبطها. ورأى زيدان أن العلاقات بين مصر وليبيا تاريخية وأزلية، وقال للصحافيين: «حضرت إلى مصر للتأكيد على أن ما حدث منذ أيام، لم يؤثر أو يغيّر في العلاقات بين البلدين». وأكد رئيس الحكومة الليبي ان «الاعتماد في المرحلة المقبلة سيكون على الخبرات المصرية، وستكون هناك زيارة من مسؤولين مصريين لليبيا قريباً». وأشار الببلاوي الى ان «هذه المسألة تهم الجانبين ويتم التنسيق على أعلى مستوى في هذا الأمر، وأنه سيتم عقد مؤتمر للمستثمرين في البلدين في القاهرة قريباً، مما يعيد إحياء مجلس الأعمال المصري - الليبي». وأضاف أن هناك «رغبة أصيلة في التعاون بين البلدين وأنه ينبغي أن توضع هذه الرغبة والإرادة في إطار تنظيمي يبدأ بالاستقرار الأمني الذي بدأ يتحسن في مصر وأيضاً في ليبيا». وتطرق الجانبان الى مسألة عودة العمالة المصرية إلى ليبيا، وأكد زيدان أن «أحد أهم التوجهات الليبية هو الاعتماد خلال المرحلة المقبلة في ليبيا على الخبرات المصرية». الى ذلك، قال زيدان إنه اطلع الببلاوي على صورة الأوضاع في ليبيا واستكمال خريطة الطريق وتحقيق التفاهم بين مختلف الاطراف، مشيراً الى أن ليبيا «تحافظ على القيم الراسخة والارتباط العربي المهم». على صعيد آخر، دانت الحكومة الليبية جريمة خطف نجل العقيد ونيس بوخمادة آمر القوات الخاصة (الصاعقة) في بنغازي. وطالبت الحكومة الخاطفين بإطلاق سراح علي بوخمادة فوراً ومن دون قيد أو شرط. وأشارت الحكومة الى اوامر صدرت الى القوات الخاصة بالتزام أماكنها ولكتائب الثوار بعدم التحرك أو التعرض للجيش. أتى ذلك في أعقاب سقوط قتيل وجريحين من القوات الخاصة في هجوم شنته على مقر «كتيبة 17 فبراير» في بنغازي، اثر اختطاف علي بوخمادة مساء اول من امس. وخيم هدوء حذر على المدينة امس، فيما أشار مراقبون الى ان التوتر بين الجانبين مرده صراع للسيطرة على الحواجز الامنية في ضواحي المدينة. كذلك اغتال مسلحون رمياً بالرصاص في بنغازي الشابين صالح عبدالرزاق سباق وهو نجل عقيد في القوات الخاصة وزكريا عبدالله الدرسي وهو نجل عقيد سابق في جهاز الامن الخارجي. ولم تتوافر معلومات عن الجناة ولا عن ملابسات الجريمة. على صعيد آخر، رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا ورؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد، بإعلان المؤتمر الوطني العام (البرلمان الموقت) موعد انتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور (لجنة الستين) المقررة في 20 شباط (فبراير) المقبل. ورأت البعثة في بيان امس، أن هذه الانتخابات «تشكل منعطفاً تاريخياً في العملية الانتقالية في ليبيا». وأشارت الى ان الاتحاد الأوروبي يشجع «عملية دستورية حقيقية شاملة تشعر فيها كل مكونات المجتمع الليبي بأنها ممثلة تمثيلاً كاملاً». الى ذلك، عين الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الديبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد نائباً لرئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق متري. وخلف ولد الشيخ في منصبه الفنلندي جورج شاربنتيي.