عَشِقَتا الموسيقى منذ الصِغر، وساهمت نشأتهما ضمن عائلةٍ فنية في صقل موهبتهما ونضوجها، فشكّلت أوتار العود ومفاتيح البيانو جزءاً من ذكريات الطفولة وشقاوتها وحلاوتها وأحلامها. وما أن أطّلتا من خلال مسرح «the Voice» على «أم بي سي1» و «أم بي سي مصر»، في مرحلة «الصوت وبس»، حتى أصبحت الشقيقتان هالة وحنين القصير حديث الجلسات الفنية لتأهلهما معاً إلى مرحلة «المواجهة»... فهل تصمدان حتى النهائيات، أم أن إحداهما ستودّع مسرح «the Voice»؟ طبعاً الإجابة نكتشفها في سهرة الليلة، ولكن ماذا تقول الشقيقتان عن هذه التجربة؟ البداية من مدينة اللاذقية السورية، حيث وُلِدتا، فكان لولع والديهما بالموسيقى والغناء واحترافهما العزف على عددٍ من الآلات الموسيقية، أثر كبير على نشأتهما الفنية، إذ ترعرعتا بين «مفاتيح الصول»، وعلى صوت أم كلثوم وأسمهان، وموسيقى السنباطي وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب. تكبر هالة شقيقتها حنين بـ 13 سنة، لذا كانت أوّل من دخل عالم الفن والغناء، فانتسبت إلى معهد الموسيقى، حيث أتقنت العزف على العود والفلوت والبيانو، لتصبح بمثابة القدوة والمُلهِمة لشقيقتها. وعن حياتها الشخصية تقول هالة: «أنا متزوجة ولديّ طفلة تبلغ 10 سنوات. أما الموسيقى فهي عشق حياتي، إذ بدأت الغناء وأنا طفلة في السادسة!». وعما حقّقته من نجاحٍ في سورية قبل اطلالتها على مسرح «the Voice» تقول هالة: «قد لا يعرفني الجمهور الواسع في العالم العربي، لكنني مغنية معروفة في بلدي سورية، فلديّ ألبوم كامل، كما صوّرت فيديو كليب». وتضيف: «مثّلتُ بلدي في مهرجانات داخل سورية وخارجها، وكان آخر تلك المشاركات: «مهرجان الأغنية العربية في تونس». وفي رصيد هالة عدد من الجوائز السورية والعربية. في المقابل، توضح حنين، الأخت الصغرى لهالة، أنها وعلى رغم وَلعِها بالغناء والموسيقى، لم تقف على المسرح يوماً، كما لم يسبق لها الغناء أمام الجمهور قبل إطلالتها عبر برنامج «the Voice» في مرحلة «الصوت وبس»، ثم الغناء أمام المدرّبين والجمهور، ولهذا كانت مرتبكةً ومتوترة. وتشير إلى أن موهبتها فطرية ووراثية، وتُضيف أنها لم تفكّر باحتراف الغناء في السابق، لا سيّما أنها تخصصت دراسياً في مجال التربية والتعليم. لكن شقيقتها هالة شجّعتها كثيراً على المشاركة في البرنامج، وذلك إيماناً منها بصوتها المتمكّن وموهبتها الكبيرة. وعلى رغم كون حنين مطربة هاوية، لا محترفة كشقيقتها، إلا أن ثقتها بنفسها وبصوتها وبمقدراتها واضحة، فقد كانت تتوقّع أن تلتفّ لها مقاعد المدرّبين الأربعة، إلاّ أن استدارة مقعدَيْ شيرين وكاظم فقط شكّلت «مفاجأةً» لها! تقول: «أُفكّر اليوم بالاحتراف وإكمال مسيرتي في عالم الغناء، كما أخطّط جدياً لدرس الموسيقى». وعن رأيها بما تخبّئه الأيام المقبلة في برنامج «the Voice»، بالنسبة لها ولشقيقتها، تؤكّد حنين أن هالة تستحق الفوز أكثر منها، فهي محترفة، وقد درست الموسيقى، وتعبت وضحّت وبذلت الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى ما هي عليه اليوم. أما هالة، فيبدو أن لديها رأياً آخر! فهي تؤكّد أن قرارها المشاركة بالبرنامج كان بهدف تشجيع حنين ودعمها وعدم تركها وحيدةً، بخاصة أنها على قناعةٍ بأنها تحتاج إلى مدرّبٍ قدير، مثل كاظم الساهر الذي اختارته، ليساندها ويعلّمها ويمنحها الكثير من خبرته واحترافه وتألّقه. وتضيف هالة: «لقد كانت فرحتي بفوز حنين في مرحلة «الصوت وبس» أكبر من فرحتي بفوزي، فالطريق أمام حنين ما زال شاقاً، ولا بدّ أن يحمل تأهّلها في البرنامج ونجاحها فيه مستقبلاً زاهراً لها». وتضيف هالة: «عندما شاركتُ في البرنامج، اعتقدتُ بأنني أكثر حظاً من الآخرين، لكوني محترفة ولدي أعمالي الخاصة. لكنني فوجئت عندما تعرّفت إلى كثيرين من المشاركين، وعلمتُ بأنهم سلكوا مثلي درب الاحتراف، وبأن لديهم أغنيات ومشاركات واسعة... غير أنهم قرّروا المشاركة في البرنامج سعياً للحصول على فرصة ثانية، وأملاً في نيل نصيبهم من الشهرة. فمن شأن «the Voice» أن يجعل من المتميّزين فيه نجوماً متألّقين، وأن يفتح أمامهم أبواباً على العالم العربي بأسره، ويتخطّون شهرتهم المحلية». وتوضح هالة أن اختيارها للفنان عاصي الحلاني جاء لأنه كان أول من آمن بصوتها، فضلاً عن كونها على ثقةٍ بأنها ستستفيد كثيراً من خبرته ونجاحه وتاريخه الفني. وتختم قائلة: «بعد تأهُّلي في مرحلة «الصوت وبس»، فوجئتُ بابنتي تبكي، وعندما سألتها عن السبب أخبرتني أنها تبكي لعدم اختياري الانضمام إلى فريق شيرين!».