تنتظر العاصمة الرياض الأيام القريبة القادمة عرساً ثقافياً، دأبت على احتضانه كل عام، لتقدم من خلاله فصولًا من التظاهرات الثقافية المحلية والخليجية والعربية والتراث الوطني العريق، تحت مظلة المهرجان الوطني للتراث والثقافة " الجنادرية 29" الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - وصنّف ضمن أفضل المهرجانات على المستوى الإقليمي والعالمي. وتحولت أرض مهرجان الجنادرية هذه الأيام إلى خلية نحل فاعلة جمعت الكثير من المشاركين في المهرجان الذين يشرفون على اللمسات الأخيرة لتجهيز الأركان والمعارض والأجنحة التي تضم العديد من الفنون التقليدية والألوان التراثية المشهورة في أنحاء هذا الوطن الأبي الذي أسس كيانه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله- تحت شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بغية اطلاع الأجيال على عمق هذا الإرث وقيمته التاريخية. فريق وكالة الأنباء السعودية وقف على هذه الاستعدادات في أرض المهرجان بالجنادرية، والتقى بعدد من المسؤولين المشرفين على وضع اللمسات الأخيرة لانطلاقة المهرجان، بهدف تسليط الضوء على جهودهم وما سيقدمونه لزوار المهرجان الذين يتقاطرون عليه من كل حدب وصوب. وفي إحدى جنبات أرض المهرجان التقى الفريق بقائد وحدة أمن وحراسة معسكر الجنادرية اللواء عبد الرحمن الزامل، الذي أوضح أن الترتيبات للجنادرية 29 بدأت بعد نهاية الجنادرية 28 مباشرةً، حيث شكلت اللجان وبدأت الاجتماعات داخل وحدات وزارة الحرس الوطني المكلفة بتنظيم المهرجان، وتناول الجميع ما تم إنجازه في المهرجان السابق وكيف سيكون المهرجان المقبل الذي نترقب انطلاقته بإذن الله في الأيام المقبلة، مبينًا أن اللجان العاملة اهتمت بشكل كبير في معالجة أي سلبيات تعتري تنظيم المهرجان، والعمل على تعزيز الإيجابيات. وبين اللواء الزامل أنهم ركزوا في عملهم على تأمين وسائل السلامة في جميع مرافق أرض المهرجان، وتوفيرعيادة طبية وسيارات إسعاف مزودة بكامل الاحتياطات اللازمة في مثل هذه المهرجانات التي تحظى بحضور لافت من الزوار ، إلى جانب الحرص على سلامة المأكولات والمشروبات التي يتناولها الزوار على أرض الجناردية. وأفاد أن أرض الجنادرية تشهد توسعاً باتجاه الجنوب الشرقي، وزيادة مواقف السيارات باتجاه البوابة الجنوبية، مع استمرار الاستراتيجية المعتمدة في زيادتها أمام البوابات الأخرى، لاسيما الغربية التي تشهد كثافة في أعداد الزوار . وأوضح اللواء عبدالرحمن الزامل أن وزارة الحرس الوطني تعمل بتنسيق تام مع مختلف الأجهزة الأمنية المشاركة في المهرجان لتنظيم دخول الزوار وخروجهم بكل يسر وسهولة من الجنادرية، بالإضافة إلى تنظيم تنقلهم داخل سور الجنادرية بالتعاون مع أجهزة عدة مثل: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من جانبه أكد مدير العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية اللواء محمد المرعول، أن الوزارة تولي المهرجان الوطني للتراث والثقافة أهمية قصوى، استناداً لعدد الزوار الذين يتوافدون عليه، وتحرص على تعريفهم بخدمات قطاعاتها، خاصة الجديدة منها، وجهودها في خدمة الوطن والمواطن والمقيم. وأثنى خلال جولته في أجنحة قطاعات وزارة الداخلية في الجنادرية، بالجهد المبذول لإظهارها بالشكل المأمول منها. وفي معرض وزارة النقل، قال المشرف على المعرض فيصل القحطاني الذي يتابع عن قرب إكمال بناء المعرض، إن الوزارة تهدف من مشاركتها هذه إلى التعريف بنشاطها وما استحدثته من مشاريع تعنى بالمواطن ورفاهيته، مفيدًا أن المؤسسة العامة للموانئ استحدثت موقعًا لها هذا العام ليشكل نقلة نوعية في العرض واستقطاب الجماهير. وحرصت وزارة الزراعة من خلال مبناها التراثي على تزويد الزائر بالمعلومات والصور التي توضح له أنواع البيئات الزراعيّة والثروة السمكية التي تتمتع بها المملكة، وأحاطت موقعها بمساحات خضراء مزروعة تجعل من المكان حديقة يستأنس بالجلوس فيها الجميع. وشهدت أركان إمارات المناطق عملاً دؤوباً في تطوير أمكانها وطريقة عرض تراثها وحضارتها حيث اهتم الجميع باستحداث طرق عرض تقنية جذابة تستقطب الجمهور الزائر للمهرجان، وتجعله مع موعد مع التشويق والمتعة والفائدة في آنٍ واحد. وعمل المشاركون في السوق الشعبي على تنويع معروضاتهم التي ستكون في متناول زوار المهرجان بغية تلبية رغبات مختلف شرائح المجتمع، بينما تستعد المزرعة التقليدية لاستضافة منطقة جازان هذا العام ، ليظهر أهالي جازان للزوار تفاصيل عملهم في الزراعة والبناء. وكان لدول الخليج المشاركة حضوراً في هذه الاستعدادات، حيث تابعت اللجان المنظمة مع سفاراتها وسهلت لها العمل مبكراً للظهور بالشكل المأمول، الذي يمكن الزائر من الوقوف على إرثها ونهضتها .