ضمن أمسيات هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الرمضانية نظّمت الهيئة مساء أمس الأول أمسية بعنوان الفجيرة أيام أول برعاية وحضور الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. تحدث في الأمسية التي أدارها الكاتب والباحث الأردني الدكتور حكمت النوايسة مدير إدارة الثقافة بالهيئة ، كل من المستشار عبد السلام الخلايلة، الأمين العام لمجلس رعاية التعليم والشؤون الأكاديمية بالفجيرة، وعبد الله الشجاع، عضو لجنة فض المنازعات الإيجارية بالفجيرة، والباحثة التراثية بدرية الحوسني عضوة لجنة جرد التراث غير المادي في الإمارات، ومديرة مكتب معهد التراث بكلباء. حضر الأمسية المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ويحيى القيسي نائب مدير الهيئة وعدد من مديري الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة بالإمارة وعدد كبير من المواطنين والمقيمين. تناول المتحدثون خلال الجلسة، عدداً من المحاور، دارت حول تراث وأصالة إمارة الفجيرة وعمق تاريخها وعراقتها، باحثين في سجلات الماضي، والتطور الزمني والعمراني والتراثي والثقافي الذي تسير على نهجه الإمارة، وصولاً إلى حداثة في المفاهيم والأفكار وفي مختلف مجالات الحياة، وتم تسليط الضوء من قبل الباحثين على التغيرات التي شهدتها إمارة الفجيرة. وتحدث عبد السلام الخلايلة خلال الجلسة، عما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، من رعاية لأبناء شعبه ومن مشاريع تنموية وخدمية في جميع المجالات، كان نتاجها، التقدم والنماء والأعمال الإنتاجية والإنجازات التي تعاصرها الدولة في الوقت الراهن، والتي ينهل من خيراتها كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن، وصولاً إلى كافة الدول الإسلامية والدول الأخرى، مما كان له الأثر البالغ فيما توصلت إليه الإمارة من تقدم في مختلف ميادينها، ومن نقلة نوعية لظروف حياة معيشية صعبة كان يعانيها أبناء وأهالي الإمارات سابقاً ما قبل قيام الاتحاد على صعيد الحياة والعمل والأمن والاستقرار، وبدعم القيادة الرشيدة وبنظرة عميقة بعيدة المدى تمتعت على أثرها الإمارة بمكانة مرموقة متميزة. وعن تاريخ إمارة الفجيرة، أشار الخلايلة إلى ما تم اكتشافه من آثار تعود إلى ما يقارب 1600 قبل الميلاد، حيث مرت عليها حضارات من عصور سابقة شتى، ما كان له الدور الكبير في النهضة على مستوى العالم الإسلامي، والعديد من المنجزات الحضارية والمعمارية، وتطور الحركة الاقتصادية. وتطرق عبد الله الشجاع في حديثه، إلى المعاناة والحياة السابقة التي تأسست على إثرها الحياة الحالية، وقال: إن جيل الآباء والأجداد، وجيلنا نحن وجيل الاتحاد، قد عاصرنا وعايشنا الآباء وتعلمنا منهم الحكمة والصبر والرجولة وغير ذلك الكثير، لمواجهة الظروف الصعبة في المعيشة والحياة عامة. واستعان بعدد من الأمثلة لما كان يعانيه أهالي الإمارة والدولة عموماً من صعوبات في تأمين أساسيات الحياة من مأكل وملبس، وبُعدِ المسافات والطرق والجهد المبذول لتأمين أبسط الاحتياجات. واختتمت الباحثة بدرية الحوسني الجلسة، بحديثها عن أهمية التراث وكيفية صونه، مشيرة إلى أن تراث أي أمة متأصل في أبنائها، مستندة إلى أهم بنود اتفاقية اليونيسكو 2003 لصون التراث غير المادي، والتي تسلط الضوء على التنوع التراثي الطبيعي ومحاولات لتوثيق التراث غير المادي من قيم وعادات وتقاليد ومفاهيم. وقالت: لا بد من التسويق للتراث بمختلف الطرق سواء عن طريق الأرشفة الإلكترونية للمواد التراثية، أو عمل بوابة إلكترونية لتراث الإمارة أو غير ذلك، لتوثيق التراث بطريقة علمية مناسبة ودمجه بشكل جديد وحديث، ونقله للجيل الجديد لتفادي اندثاره.