مرّة أخرى يتكرّر اللقاء، ويصعد النجوم المسرح في عرض جديد، وطموح متجدد، وآمال عريضة، ورغبة في الفوز ليس لها حدود، فأي لحن ستشدو به جماهير الكرة هذا المساء في مدرّجات ستاد الملك فهد الدولي وخارجه، ومن سيكون نجم السهرة الكبرى، وعريس الأمسية الخالدة؟ الهلال صاحب الرصيد الأكبر والتجربة العريضة في التعامل مع النهائيات بشكل عام، وبخاصة هذه البطولة، أم النصر المتجدّد لونًا، وأداءً، وطموحًا، وروحًا وهو يواجه الغريم التقليدي على كأس ولي العهد الأمير سلمان، وما أدراكم من هو سلمان في قلوب كافة السعوديين، وخصوصًا النصراويين والهلاليين، فهو الموجّه لكل أندية الرياض لأكثر من 40 عامًا كان فيها أميرًا للعاصمة. إنّ المُتابع لمسيرة الفريقين هذا الموسم يلحظ اختلافًا جذريًا في مستواهما الفني ولا سيّما الفريق النصراوي المتصدّر حاليًا لجدول الدوري والذي سجّل تفوقًا على غريمه التقليدي في مباراة الذهاب بدوري عبداللطيف جميل، والطامح لمواصلة مسيرة النجاح بإحراز الكأس ليضرب عصفورين بحجر واحد: الفوز على الهلال وفي ذات الوقت نيل لقب البطولة وردّ اعتبار نهائي الموسم الماضي الذي كسبه الهلال بركلات الترجيح، فضلاً عن وقف الاحتكار الهلالي للبطولة منذ ست سنوات، وعلى الجانب الآخر حشد الهلال كلّ قواه الفنّية والإدارية من أجل الاحتفاظ باللقب وتأكيد التفوّق على النصر وردّ دين مباراة الذهاب بالدوري، وتأجيل عودة النصر لمنصات التتويج حتى إشعار آخر. مباراة اليوم لها حساباتها الفنية لدى المدربين: الوطني سامي الجابر في الهلال، والأوروجوياني دانييل كارينيو في النصر والمتسابقان على لقب أفضل مدربي الموسم، وهما اللذان يقودان فريقيهما بنجاح للمنافسة على كافة البطولات في سباق مثير ألهب عاطفة الجماهير وحرارة الحوارات في البرامج الرياضية والصحف اليومية باختلاف تخصّصاتها، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تصبّ الزيت على النار!. وبإلقاء الضوء على الفريقين بدءًا من مركز الحراسة، يبرز النجم الشاب عبدالله العنزي في النصر وهو يعدّ الأفضل حاليًا بين نظرائه في الدوري السعودي، فيما يحرس مرمى الهلال حسين شيعان الذي يخوض تجربة جديدة عليه بعد انتقاله لصفوف الهلال خلال الفترة الشتوية من نادي الشباب لرتق ثقب تلك الخانة داخل الفريق الأزرق. ويقف أمام الحارسين خطّا دفاع يجمعان بين حيوية الشباب والخبرة المتمثلة في حسين عبدالغني، محمد حسين، وخالد الغامدي، وعمر هوساوي في صفوف النصر، والأمر عينه في الهلال بوجود عبدالله الزوري، والبرازيلي ديجاو، وسلطان الدعيع، وياسر الشهراني، والحال نفسه يسري على خطي الوسط في الفريقين حيث يجمع الوسط الهلالي بين كاستيلو، ونيفيز، وسعود كريري، ونواف العابد، وسالم الدوسري، وعلى الطرف النصراوي إبراهيم غالب، شايع شراحيلي، محمد نور، يحيى الشهري، والثماني يؤلّف بين الخبرة والمهارة و الحيوية، وعليه يتوقف نبض الفريقين مما يجعل المواجهة تنحصر وتحتدم في هذه المنطقة، وسيكون الغزو والاختراق مهمة الرباعي ياسر القحطاني، وناصر الشمراني في الهلال، ومحمد السهلاوي وعماد الحوسني في النصر. المنهجية الفنية أمّا من الناحية الفنية فالمؤشرات قياسًا على عطاء الفريقين في المباريات الماضية تدلّل على أن المدرّب الهلالي استقرّ على طريقة 4،4،2 لوجود قوّة هجومية ضاربة لديه (الشمراني، القحطاني)، فيما يتحمّل البرازيلي ديجاو مسؤولية ضبط إيقاع خطّ الظهر الذي تسبب في خسارة الفريق لبعض المباريات ودفع الجابر في السابق لإشراك لاعب وسط إضافي على حساب الهجوم (4-5-1)، وهناك مهام معيّنة يقوم بها لاعبو وسط كل فريق فالهلال مثلاً يعتمد على دفاع المنطقة في تعطيل حركة الفريق المقابل أمّا النصر فيلتزم بالرقابة الفردية على مفاتيح اللعب في صفوف الخصم، وفي هذا السياق يبرز اللعب الفردي للهلال عن النصر حال تعثّرت الجهود الجماعية للفريق. الدوري «شَغَلهم» مباراة اليوم أتت بعد موقعتين هادئتين جماهيريًا مرهقتين فنيًا في الدوري، حيث لعب الهلال مع التعاون والنصر أمام الفتح، وكلاهما كسب بصعوبة واستمرّا في مشوار البحث عن البطولة في ظل فارق الـ6 نقاط لصالح العالمي، وهاتان المباراتان لم تتيحا للمدرّبين واللاعبين وحتى أعضاء الشرف والجماهير التقاط الأنفاس والتحدّث كثيرًا عن المباراة الحلم التي تجمع الفريقين هذا المساء.