×
محافظة المنطقة الشرقية

واشنطن تنفي طلب محادثات مع الوفد السوري بجنيف #السعودية

صورة الخبر

ذكر لي صديق قصة مسؤول سابق. بدايتها كَمٌّ من الفضل قدَّمه الرجل لمن عملوا معه، فمنهم من وظف ابنه، وآخر أدخل ابنه الكلية العسكرية، وثالث توسط له في منحة أو مساعدة، وهكذا. للرجل فضل آخر على جيرانه الذين أوصل لهم التيار الكهربائي في وقت لم تكن هذه الخدمة متوافرة إلا للصفوة أمثاله. كان مجلسه عامراً كل ليلة بالضيوف والزوار والمحبين من كل مكان. أغلب الموظفين الذين يعملون معه، يحضرون بعد صلاة العشاء مباشرة ولا يغادرون إلا بعد منتصف الليل. صدر قرار تقاعد الرجل. زاره صاحبنا ذات عيد. كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة، وجده وحيداً. استغرب صاحبي من عدم وجود أحد في المنزل الذي كان عامراً بالناس، وفي يوم العيد بالذات. فزاده المسؤول السابق "شوقاً" حين قال: والله هذي دلتي من الصبح ما شرب منها إلا ثلاثة أشخاص. أثق أن القراء يعرفون قصصاً أشدَّ وقعاً من هذه، دلالتها أن الأيام لا تؤمن وأصدقاء الوظيفة لا يبقى منهم أحد إلا من رحم ربي. لكنهم وإن بقوا سيكونون على مسافة من المتقاعد، تزيد هذه المسافة طردياً مع مركز المسؤول قبل التقاعد. شاهدت الكثير ممن ملُّوا البقاء في المملكة بكليتها، فهربوا إلى خارج بلادهم ليعيشوا حياة بعيدة عن رؤية أولئك الذين لم يرعوا الود ولم يحافظوا على صداقة كانوا يستميتون للظفر بها. قالتها الشحرورة "يا ناس الدنيا دولاب.. طالع نازل عا دربه.. بالطلعة كثروا الأحباب، وبالنزلة كلن هربوا". فلا تستغرب عزيزي المتقاعد من هروب الناس في النزلة لأن هناك من هو "طالع" ويحتاج "الدفّ". أسوأ ما يمكن أن يفعله المسؤول هو أن يستغل منصبه ليفرض إتاوات على الناس أو يقبل منهم عطايا، فيفرحون لسقوطه كما فعل أعرابي كان يحضر حليب الناقة "يومياً" لمسؤول، وعندما وصل البوابة للقاء المسؤول سأله الحارس: إلى أين؟ فذكر اسم المسؤول. رد عليه الحارس بأن الرجل تقاعد. قال الأعرابي:"زِلَّه" أي "طنشه" بلغة اليوم، و"علِّمْنا من اللي جا مكانه". هذه نصيحة لكل مسؤول: احفظ علاقتك بأسرتك لتضمن أن يبقوا معك إلى أن يدخلوك القبر. وأدِّ عملك بما يرضي الله لأن عملك هو الذي سيبقى معك بعد ذلك.