في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك عسى الله أن ينفعنا بها. كل مؤمن بالله سبحانه وتعالى يرجو رحمته ويخاف عذابه، فكلامه جد ليس فيه هزل ولا تناقض ولا افتراء، فهو منزه عن كل نقيصة تعتري البشر، فهو الخالق المهيمن الجبارالمتكبر، وهو كذلك الرؤوف الغفورالرحيم. وقال سبحانه (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ق 16. فالله سبحانه وتعالى عالم بما توسوس به كل نفس بشرية في الوجود، وجعل سبحانه وتعالى على ذلك شهوداً من الملائكة، ملكان، ملك عن اليمين يسجل الحسنات، وملك عن الشمال يسجل السيئات. فخذ حذرك أيها المؤمن فأنت مرصود من الله القوي العزيز، وملائكته الكرام فالتزم بالطاعات وابتعد عن المعاصي، تكن من الناجين بإذن الله تعالى. ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من النار أعاذنا الله منها معكم أجمعين. قد يتساءل البعض ما هي المنجيات من عذاب النار بفضل الله ونعمته؟ (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم) الأحقاف 13. التوحيد والاستقامة، من المنجيات من النار ومن الأحاديث الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموضوع: (مَنْ صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتبت له براءتان براءة من النار، وبراءة من النفاق) رواه الترمذي، مَنْ يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، من اغبرت قدماه في سبيل الله رواه الترمذي، من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار، متفق عليه، مَنْ كان هينا لينا قريبا،رواه الحاكم... لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم، صحيح السند،عينان، لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله رواه الترمذي، لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان النار في منخري مسلم أبدا، رواه الترمذي، ما من عبد يصوم في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم، وجهه عن النار سبعين خريفا، متفق عليه. هذه بعض الأحاديث الواردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- من المنجيات من النار. ونذكّر الإخوة والأخوات بقيام الليالي العشر الأواخر من رمضان الوتر منها، ففيها أجر ألف شهر، أي ما يعادل عبادة أكثر من 84 عاماً، فلا تفوتوها يرحمكم الله تعالى. @nn477601