صوت البريطانيون أمس على عضوية بلادهم في استفتاء راقبته بتوتر أسواق المال في أنحاء العالم، بعد حملة مريرة قسمت بريطانيا إلى معسكرين. وأظهرت استطلاعات رأي أجريت قبيل التصويت صعوبة التنبؤ بنتيجة الاستفتاء. وأظهرت معظم استطلاعات الرأي منافسة حامية بين معسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي ومعسكر الخروج في نهاية حملة هيمنت عليها الهجرة والاقتصاد وهزتها جريمة قتل نائبة بمجلس العموم مؤيدة للاتحاد الأوروبي، رغم أن استطلاعين أشارا إلى تقدم معسكر البقاء. ويقول معسكر الخروج إن اقتصاد بريطانيا سيستفيد من الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ويقول كاميرون إنه سيحدث فوضى مالية. ويعكس استعداد المتعاملين والمستثمرين والشركات لتقلبات في الأسواق المالية أياً كانت نتيجة الاستفتاء مزاجاً يتجه نحو رفض المؤسسات لوحظ كذلك في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى من أوروبا. وقال مسؤولون حكوميون مطلعون، إنه من المقرر أن يصدر كبار المسؤولين الماليين في دول مجموعة السبع بياناً يؤكد استعدادهم لاتخاذ كل الخطوات اللازمة لتهدئة الأسواق إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد. وقال موريتز كرايمر، مسؤول التصنيفات السيادية بمؤسسة ستاندرد آند بورز لصحيفة بيلد الألمانية، إن المؤسسة قد تخفض سريعاً التصنيف الائتماني الممتاز لبريطانيا إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي. ويتوقف الكثير على حجم الإقبال على التصويت، وبينما يبدو البريطانيون الأصغر سناً أكثر تأييدا للاتحاد الأوروبي من أولئك الأكبر سناً، فمن المرجح أن يكونوا أقل إقبالاً على التصويت. وطالب كاميرون أنصار معسكر البقاء اخرجوا وأدلوا بأصواتكم من أجل بريطانيا أكبر وأفضل داخل اتحاد أوروبي معدل. وقال منافسه الرئيسي رئيس بلدية لندن السابق، بوريس جونسون الذي يقود معسكر الخروج للناخبين، إن هذه هي الفرصة الأخيرة لحسم الأمر. وقفز الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى له هذا العام أمام الدولار الأمريكي في أواخر التعاملات أمس، بعد أن أشار استطلاع للرأي إلى تقدم واضح لمعسكر البقاء ومع احتساب الأسواق فرصة نسبتها 80 في المئة لعدم خروج بريطانيا من الاتحاد. تحذيرات المؤسسات المالية وحذرت بنوك دولية من أن قيمة الاسترليني قد تهبط بشكل حاد إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج، فيما يتوقع متعاملون أن تشهد الأسواق أسوأ تقلبات منذ الأزمة المالية في 2008-2009. وقال معسكر الخروج إن هبوط الاسترليني سيعزز الصادرات البريطانية ووجد تأييداً بين بعض المتخصصين الماليين والمشاريع الصغيرة. وحث هذا المعسكر الناخبين على تجاهل ما يسميه المؤسسة التي قال إنها ستكون أكبر الخاسرين من خروج بريطانيا من الاتحاد. ويجاهد الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة للهجرة وأزمة اقتصادية وفي حالة الموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد فإن ذلك سيعزز المعارضة له داخل دول أعضاء أخرى. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في لشبونة مخاطباً الناخبين البريطانيين ابقوا معنا. وأضاف قائلاً: بدونكم.. ليس فقط أوروبا بل المجتمع الغربي كله سيصبح أضعف، معاً سيكون بمقدورنا التغلب على تحديات المستقبل التي تزداد صعوبة.