كشفت مصادر عسكرية يمنية عن تحركات وتنسيق عالٍ بين قيادة التحالف والشرعية اليمنية، لبدء مرحلة جديدة من عمليات تحرير اليمن عسكرياً، وذكرت المصادر أن الهدف المقبل للعمليات العسكرية سيكون العاصمة اليمنية صنعاء عبر ثلاثة محاور رئيسة، إلى جانب تحرير ما تبقى من محافظات مأرب والجوف وشبوة، وبدء تحرير محافظة البيضاء بشكل رسمي، وذلك بالتوازي مع المشاورات السياسية لحل الأزمة التي تحاول ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المماطلة والمراوغة فيها. وفي التفاصيل، عقد نائب قائد القوات البرية السعودية، الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز، اجتماعاً مشتركاً مع القيادات العسكرية اليمنية وقيادات تابعة لقوات التحالف العربي المرابطة في محافظة مأرب شمال اليمن، حيث تمت مناقشة التطورات الميدانية الأخيرة في جبهات القتال في اليمن، ومدى استعداد قوات التحالف والشرعية اليمنية لبدء مرحلة جديدة ضد الميليشيات. وذكر مصدر عسكري في مأرب أن الاجتماع الذي حضره رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني وقائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، وقائد المنطقة العسكرية السادسة في الجوف، اللواء الركن أمين الوائلي، وقادة التحالف العربي في جبهة مأرب، ناقش التحضير النهائي لبدء معركة تحرير العاصمة صنعاء، عبر ثلاثة محاور رئيسة، محور نهم، ومحور الجوف، ومحور مأرب. وعاودت مقاتلات التحالف العربي التحليق المكثف في أجواء العاصمة صنعاء، على علو منخفض، وشنت غارات جوية على مواقع الميليشيات في القبيطة القريبة من لحج وصعدة والجوف ومأرب ونهم. واستهدفت غارات التحالف المنطقة المتوسطة بين هيلان ومخدرة غرب مأرب، فيما شهد محيط مطار المحافظة القديم قصفاً مكثفا بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا من قبل الميليشيات قوبل برد عنيف من قبل قوات الشرعية من الجيش والمقاومة، التي أفشلت تسللاً للميليشيات باتجاه وادي نخلا حمة ثوابة ورحبة، كما تصدت لمحاولة تقدم باتجاه المشجح. في الأثناء، نجا رئيس أركان المنطقة العسكرية السادسة، العميد علي العواضي، من محاولة اغتيال، في مدينة مأرب. وقال مصدر عسكري إن العواضي تعرض لإطلاق نار بالقرب من منزله في مدينة مأرب، ونقل على إثرها لتلقي العلاج بمستشفى محلي في مأرب. وفي الجوف، تصدت قوات الجيش والمقاومة لهجوم واسع شنته الميليشيات باتجاه مزوية بمديرية المتون، وسط قصف كثيف شنته الميليشيات على سوق الاثنين والمحام والمنصورة بهدف تغطية الهجوم على مزوية. وفي شمال المحافظة فشلت الميليشيات للمرة الثانية في التقدم باتجاه منطقة صبرين في مديرية خب والشعف، وتكبدت خسائر في الأرواح والعتاد، وتم حصر خمس جثث وستة جرحى في صفوف عناصرها، وفقاً لمصادر في المقاومة التي أكدت قيام مقاتلات التحالف بشن غارات على تجمعات وآليات للميليشيات في منطقة الساقية بين المصلوب والغيل في جنوب المحافظة، وأخرى استهدفت آليات عسكرية للميليشيات في منطقة الهيجة بالمصلوب. وأشارت المصادر إلى أن منطقة البيضاء في مديرية المصلوب المحاذية لريف العاصمة شهدت مواجهات عنيفة مع الميليشيات، التي حشدت خلال الأيام الماضية قوة كبيرة بهدف استعادة المديرية وتأمين حزام صنعاء الشرقي، مشيرة إلى أن الميليشيات قصفت بشكل هستيري منطقة حلوان بمديرية الغيل المحاذية للمصلوب. وجددت المقاومة في الجوف مطالبتها السلطات الشرعية إعلان استئناف المواجهات العسكرية ضد الميليشيات في المحافظة، بشكل رسمي ودعم المقاومة بالسلاح، وعودة الغارات الجوية لقوات التحالف بشكل مكثف ضد الميليشيات، كي تتمكن المقاومة من تحرير المحافظة والتوجه نحو عمران وصنعاء وصعدة، وأكدت أن التقدم نحو صنعاء وعمران وصعدة سيفقد الميليشيات توازنها في ظل انهيارها المعنوي الحالي. وأشارت مقاومة الجوف إلى أن قبائل الطوق حول العاصمة صنعاء، سحبت مقاتليها خلال الفترة القليلة الماضية من جبهات الميليشيات ولم يتبقَّ فيها إلا الهاشميون وبعض أبناء سنحان وبلاد الروس وبني بهلول، حيث مسقط رأس المخلوع صالح جنوب العاصمة. وفي شمال العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على «جبل النصباء» بمديرية نهم، عقب شنها هجوماً معاكساً على الميليشيات، التي حاولت التقدم باتجاه المنطقة. وأكد مصدر في مستشفى الشرطة في صنعاء وصول عشرات الجثث والمصابين من الميليشيات إلى المستشفى، حيث تم نقلهم من جبهة نهم الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وكانت مصادر عسكرية في نهم أكدت استمرار المواجهات العنيفة في منطقتي بني بارق والحول المحاذيتين لمديرية بني حشيش من جهة نهم، وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الميليشيات معظمهم من القبائل المسلحة التي لا تجيد القتال. وشنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتجمعات الميليشيات في محيط مديرية نهم، التي شهدت تحركات عسكرية للميليشيات في مديرية بني حشيش شرق العاصمة، وأخرى في قاعدة الصمع العسكرية على تخوم أرحب شمال المدينة، التي وصلتها تعزيزات عسكرية من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح. وشهدت محافظة عمران عملية حشد وتجنيد لعناصر جديدة من قبل الميليشيات في معسكر قوات النجدة، بينهم أطفال مدارس، للدفع بهم باتجاه نهم المتوقع أن تبدأ فيها عمليات عسكرية واسعة من قبل الشرعية والتحالف في إطار عملية تحرير العاصمة. وفي صعدة، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات ضد مواقع الميليشيات في جبل الشبكة بمديرية كتاف الحدودية مع السعودية. وفي حجة، تجددت المواجهات في جبهات ميدي وحرض، وتبادلت قوات الجيش بمساندة القوات السعودية القصف مع الميليشيات على طول الشريط الحدودي بين البلدين، فيما استهدفت مقاتلات التحالف بسلسلة من الغارات تجمعاً وآليات عسكرية كبيرة في مزارع نسيم بمحيط حرض، بينها راجمات صواريخ تم تدميرها بالكامل. وفي تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات في الجبهة الغربية ومنطقة حمير مقبنة، وكبدتها خسائر فادحة وأجبرتهم على التراجع، وفقاً لما ذكرته مصادر في المجلس العسكري وأخرى في المقاومة. وذكرت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى في تبة حبش جوار السجن المركزي بالضباب غرب المدينة، فيما شهدت أحياء الدعوة وثعبات والزنوج اشتباكات عنيفة بين الجانبين، مشيرة إلى مقتل تسعة من المقاومة والجيش، وإصابة 19 آخرين بينهم مدنيون في تلك المواجهات، فيما سقط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الميليشيات. وفي لحج، أكدت مصادر في المقاومة وأخرى في الجيش، اندلاع اشتباكات عنيفة مع الميليشيات في منطقتي الخزم والمنصورة في رأس العارة غرب المحافظة، وأن عشرات الجثث لعناصر الميليشيات تم نقلها فوق عربات عسكرية باتجاه تعز. وواصلت مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي دك مواقع وتجمعات الميليشيات في جبل جالس ومحيطه بمديرية القبيطة، حيث ألحقت خسائر كبيرة بصفوف الميليشيات، وصفها البعض بالمحرقة لكثرة الانفجارات واشتعال النيران في مواقع الميليشيات جراء القصف الكثيف لمقاتلات التحالف، فيما قامت الأباتشي بتمشيط المنطقة بشكل متواصل.