×
محافظة المدينة المنورة

أمير المدينة يفتتح ويدشن مشروعات بـ٢ مليار ريال بميناءي ينبع

صورة الخبر

* التقليد سهل والابتكار صعب. الاستنساخ هيّن والإبداع مضنٍ. في نهاية المطاف أنت منتمٍ إلى واحد من الطرفين. لا تستطيع أن تكون في الناحيتين معا أو فيهما على نحو شبه متساوٍ. * التقليد سهل لذلك هو منتشر بيننا. الإبداع صعب لذلك هو قليل عندنا. لكن إلى جانب هذا التناقض الطبيعي، هناك حقيقة أننا لا نقلد جيّدا، إلا في أحوال معينة. ولا نقلد في كل شيء مفيد. مثلا ليس لدينا هيئة أو مؤسسة عربية شاملة للفنون تقدم في مطلع كل سنة على منح جوائز في السينما أو في التلفزيون. * هذا بالضرورة سيكون تقليدا للأوسكار والبافتا وجوائز الاتحاد الأوروبي والسيزار الفرنسي والغولدن غلوبس العالمي لكنه غير موجود. وهو تقليد مفيد وضروري، لكنه معدوم الاحتمال لأسباب تتعلق أساسا بعدم وجود هذه المؤسسة وإذا ما تداعى إليها البعض من المخلصين للفكرة أو من المحبين للفن السينمائي أو التلفزيوني فإن هذا الإخلاص لن يقوى على النهوض في مواجهة التحبيذ والتشيع والشللية التي ستضرب أطنابها في كل فرع بداية من المبدأ ذاته حيث ستدور النقاشات حول التأسيس والأهداف ومن يتولى أي وظائف. * يتكاثر عدد المسؤولين عن كل نجاح لكن الجميع يهرب من المسؤولية إذا ما حدث الفشل. ومشروع كهذا يتطلب نزاهة وعدم محاباة في التفضيل وعمليات التصويت. ويتطلب أيضا خروجا مشرفا ومنطقيا من حقيقة أن نصف العاملين في الصناعتين من مصر ما قد يؤثر في النتائج السنوية فتذهب نصف الجوائز إلى بلد واحد فيهدد بلد آخر بالانسحاب أو يثور إعلامه احتجاجا. * الحديث في هذا الأمر سيدخل اتجاهات افتراضية طالما أن المسافة بيننا وبين إمكانية تحقيقه هي أضعاف المسافة الفاصلة بيننا وبين تحقيقه فعلا. لكن ما سبق هو مجرد دلالة على أن العمليات الشاملة، حتى من موقع أننا نشترك في لغة واحدة وثقافة عامة متشابهة، مستحيل بينما ممكن في دول أخرى. لا تقرأ مثلا أن بلجيكا هاجمت جوائز الاتحاد الأوروبي لأنه لم يمنحها جائزة، أو أن فنلندا عابت على لجان التحكيم لأنها خرجت من المولد بلا حمّص. الكل هناك يمارس المساواة بينما الكل هنا (أو لنقل معظمهم) سيمارس المصالح الخاصّة والفردية. * إذن المسألة ثقافية بحتة تنتمي إلى حالة من إلغاء المنطق والتعامل مع الأمور على أساس صحيح الأمر الذي تقل ممارسته في شتى الحقول الأخرى أيضا. فما الحل؟ لا التقليد ممكن ولا الإبداع سهل. ربما مكتوب علينا أن نتوجه إلى الاحتفاءات الأجنبية لنتحدّث فيها إلى الأبد. ربما عالمنا ليس مؤسسا، من البداية، على نحو يؤدّي إلى النجاح في هذه الأمور الفنية والثقافية. هل هذا ممكن؟ * لكن من واجب الإنسان أن يسعى بصرف النظر عن النتيجة. وتعليقا على ما ورد هنا قبل أسبوعين من حاجتنا إلى مجلة سينمائية (نعم حتى مجلة سينما لسنا قادرين عليها!) كتب لي صديق، بعدما وافق على المبدأ، يقول: «المسألة أنه إذا كنت تقرر أن أحدا لم يعد يقرأ، كيف ولماذا تدعو لمجلة سينمائية؟». الجواب هو أن هذه الدعوة هي الفعل الصحيح ووجود مجلة سينمائية، بصرف النظر عن التجارب السابقة، هو الفعل الأصح. إنه فقط عندما نحب أمرا ما إلى درجة الانصهار معه، نستطيع أن نلغي الخوف من الفشل ونحقق النجاح.