قبل أيام أفطرت المنطقة الشرقية على حادثة الغدر المؤلمة، التي كانت ضحيتها الأخت مروى الحضيف، والتي رحلت إلى دار البقاء على يد شغالتها التي وصلت قبل أيام. غفر المولى للأخت مروى ورحمها وجعل فطرها في جنان الخلود، وربط على قلب ذويها ومحبيها، ووفق المولى ابنيها للصلاح. وحتى لا تتكرر المأساة، وتتجدد الآلام، يجب أن يقوم المسؤول الأكبر عن ملف الاستقدام بدوره الصحيح، فقد مللنا وفقدنا أرواحاً ونحن لا نرى في ملف الاستقدام إلا وعوداً كبيرة، وتصريحات حازمة، ومعها ادعاءات بأننا ألزمنا الدول الأخرى بشروطنا، وما علينا إلا أن ننتظر إرسالهم خلال أيامهم للعاملات، وإذا أتينا الواقع لم نجد إلا مكاتب ترفض الاستقدام وتنتظر حل المشكلة من سنوات، أو تطلب مبالغ كبيرة لا يطيقها كل أحد! مع رواج للسوق السوداء العامرة مع كونها غير مضمونة، وفي السوق السوداء والبيضاء عليك أن تنتظر شهوراً تصل إلى السنة حتى تصل شغالتك! ولذلك فالأسر السعودية الآن مضطرة للقبول بالخيار الأقل مرارة، الموافقة على من يأتيهم حتى ولو يرضيهم، بل والصبر عليه ومراعاة مشاعره، فالبديل فترة انتظار طويلة ومبالغ طائلة! وقد نقلت إحدى صديقات مروى رحمها الله: أنها اشتكت من عدم راحتها للشغالة! ولكنها كانت مضطرة للصبر عليها، وبعد أيام كانت النتيجة ما رأينا! الفشل في ملف الاستقدام هو أيضاً المحرّك لسوق تأجير الشغالات، والذي هو المشغّل الأكبر لعصابات سرقة الشغالات، فالمبالغ ضخمة، والطلب أكثر من العرض. نعم! تحميل جهة واحدة سبب ظاهرة كبيرة وخطيرة خطأ، ولكن هذه الجهة هي الأهم، وهي المسؤولة الأساس عن هذا الملف، ولذلك فإنها إذا قامت بدورها سيتم الانتقال إلى محاصرة الأسباب الأخرى، أما الانشغال بالأسباب الأخرى وترك السبب الأساس فهو عبث! باختصار: إن لم تقدم وزارة العمل حلولاً حقيقية وجذرية لملف الاستقدام، فالله يستر من القادم! • «الخاتمة الحسنة لا تقع إلا لمن كانت سريرته حسنة، لأن لحظة الموت لا يمكن تصنّعها، فلا يخرج حينئذ إلا مكنون القلب» لقد كانت هذه آخر تغريدة للراحلة مروى الحضيف.