أفهم أن يغضب مواطنون بحرينيون موالون لرجل الدين المعارض عيسى قاسم بسبب قرار سحب جنسيته، لكن لا أفهم أن يصدر حزب سياسي لبناني كحزب الله بيانا يحتج فيه على القرار، أو أن تثور ثائرة جنرال إيراني كقاسم سليماني ويتوعد الحكومة البحرينية بالويل والثبور ! الحدث في البحرين وصداه في إيران ولبنان والعراق، وهذا مؤشر على الترابط الوثيق بين أنشطة التنظيمات الحركية الدينية الشيعية المعارضة والمتمردة في البحرين وغيرها من دول الخليج والنظام الإيراني الذي نصب نفسه مرجعية لتمثيل ورعاية معتنقي المذهب الشيعي وكرس صورة الدولة الطائفية، وهو ما لا تشارك فيه إيران اليوم أي دولة في العالم سوى إسرائيل ! شخصيا لا أؤمن بحق أي حكومة في إلغاء انتماء أي إنسان لوطنه، فما يربط الإنسان بأرضه هو جذوره وجذور أجداده وليس وثيقة ورقية تصدرها إدارة حكومية، لكن خيانة الأوطان جريمة لم تغتفر عبر الزمن في جميع الحضارات وعند مختلف الشعوب، وإذا ما أدين شخص بالخيانة في محاكمة عادلة فإن عليه أن يتحمل مسؤولية عمله ! ضجيج احتجاجات وصراخ تهديدات مجاميع الطائفية الثورية في إيران والعراق ولبنان التابعة للنظام الإيراني تتكرر مع كل حدث يصاب فيه المشروع الإيراني في المنطقة بنكسة مؤلمة أو ضربة موجعة، ومواجهة ذلك بأخذ المزيد من الحيطة والحذر، فالإيرانيون «يصايحون» في العلن ويتآمرون في الخفاء ! نقلا عن عكاظ