يرمى محمد الخالدي إلى تحسين صورة اللاجئين السوريين في فرنسا عبر مشاركته في مهرجان "الطعام للاجئين" المقام في العاصمة باريس. ويقول الطباخ السوري الذي ترك العاصمة دمشق عام ٢٠١٢ إنه يسعى لإظهار الصورة الحقيقية لأبناء شعبه، بأنهم أصحاب خبرة مشرفة في مختلف المجالات وقادرون على العمل والتعايش في مدينة الأضواء. وتشارك في فعاليات المهرجان عشرة مطاعم فرنسية استضافت سبعة طباخين لاجئين إلى فرنسا من سريلانكا والهند والشيشان وإيران وساحل العاج بالإضافة إلى سوريا، وقد بدأت فعاليات المهرجان منذ ١٧ يونيو/حزيران الجاري واختتم يوم ٢١ من الشهر ذاته. وفي مطعم لامي جان (الصديق جان) الواقع في الدائرة التاسعة قربنهر السين، التقت الجزيرة نت بالخالدي الذي كان يتأهب لمعاونة الطباخ ستيفان جابكو لإعداد قائمة الغداء والعشاء لرواد المطعم. وقال الخالدي (٣٦ عاما) إنه يرغب في إثبات قدراته بالمطابخ الفرنسية التي تحظى بشهرة عالمية، مؤكدا أنه يعمل على تقديم الطعام السوري وكذلك الطعام الفرنسي بنكهة سورية. ورغم وصوله إلى باريسمنذ ثمانية أشهر فقط مع زوحته وأبنائه الثلاثة وعدم إجادته للفرنسية حتى الآن، فإن الخالدي يؤكد أن لغة التواصل بين الطباخين حسية أكثر منها كلامية، كما أكد استعانته بالإنجليزية كلغة مشتركة بينه وبين الشيف جابكو. الخالدي وجابكو يستعرضان أحد الأطباق المشتركة(الجزيرة) هدف ورسالة وحول الهدف من المهرجان، قالت المنسقة الإعلامية للمطعم ليلى بيلاو "نريد أن نعطي صورة إيجابية عن اللاجئين وكذلك المطاعم التي رحبت بهم واستضافتهم للمشاركة في الطبخ". وأضافت بيلاو للجزيرة نت "نحن نعلم أنهم عندما تركوا أوطانهم كانت لديهم حياة وأعمال، ونحن نريد لحياتهم أن تستمر". وعن الرسالة التي يحملها المهرجان إلى المجتمع الفرنسي، قالت "نريد إيصال صورة إيجابية، فما جرىلبلدانهم (اللاجئون) كان يمكن أن يحصل لمجتمعنا، وعلينا أن نضع أنفسنا مكانهم بعيدا عن التوجهات السياسية أو الديانات التي يعتنقها هؤلاء اللاجئون". المطعم يمتلئ بالرواد مع حلول وقت العشاء(الجزيرة) دعوة للاندماج أما مطلق دعوة المهرجان لويس مارتن فشدد على أن هدفه من هذه الفعالية هو العمل على دمج هؤلاء اللاجئين في المجتمع والاستفادة من خبراتهم، خصوصا أن لديهم الكثير ليقدموه إلى فرنسا. وبشأن اختيار المهرجان لمجال الطبخ لتوصيل هذه الرسالة، يقول مارتن إن "الطعام يعكس التاريخ، وهو وسيلة جيدة للتعريف بالثقافات والتواصل بين الأشخاص وترك انطباعات إيجابية". وبحلول الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، بدأ الزوار يتوافدون على المطعم لتناول العشاء، ليبدأ الخالدي في العمل مع الطباخ الإيطالي على تلبية طلبات الزبائن في تناغم واضح، وذلك وسط حضور لافت لوسائل الإعلام المحلية والعالمية لمتابعة الحدث.