×
محافظة القصيم

عزوف الأهالي عن مسلخ المذنب

صورة الخبر

على مقربة من ملتقى الطرق الرئيسي "كرفور مدريد"، بالعاصمة نواكشوط، ينتظر محمد ذو الـ22 ربيعاً غروب الشمس وما له في ذلك من فرحتين: الأولى زيادة مستوى الزبائن القادمين من وسط المدينة الراغبين في شراء كميات من الفواكه في سباق جلي من الغروب، أما الثانية فهي بقرب الإفطار بعد يوم متعب وحار. مداومة ليلية على قارعة الطريق يقول سالم ولد محمد الشيخ، أحد باعة الفواكه في نواكشط، إن شهر رمضان فرصة لتجار الفواكه يودّعون خلاله حالة الكساد التي طغت عليهم قرابة سنة، مطالباً زملاءه بأخذ الفرصة بعين الاعتبار والعمل على تعويض الخسران طيلة تلك المدة. ويؤكد ولد محمد الشيخ لـ"هافينغتون بوست عربي" أنه يستمر حتى ما بعد منتصف الليل شهر رمضان في بيع الفواكه على قارعة الطريق، ولا يغادر مكانه للنوم إلا عند الساعة الثانية صباحاً، بينما يواصل بعض رفاقه لساعات متأخرة. ويضيف ولد محمد الشيخ أن منافذ بيع الفواكه تزايدت بشكل كبير في معظم أنحاء العاصمة نواكشوط خلال هذا الشهر، وازداد الإقبال على شرائها رغم صعود أسعار بعضها، معتبراً الأمر مدعاة للفرح والسرور لدى تجار الفواكه. عمل مضاعف في رمضان لا يخفي العديد من باعة الفواكه الذين التقتهم "هافينغتون بوست عربي" ارتفاع مستوى البيع الحاصل في شهر رمضان، واصفين إياه بالمضاعف عدة مرات بالمقارنة مع الفترات الأخرى التي تعقب الشهر المبارك. ويؤكد سالم ولد محمد الشيخ أن تجار الفواكه يواصلون العمل ليلاً ونهاراً في شهر رمضان، بينما كان العمل في السابق مختصراً على ساعات معينة من اليوم، وهي الساعات الأولى من النهار، وساعات المساء التي عادة ما تكون جد قليلة. وأضاف ولد محمد الشيخ لـ"هافينغتون بوست عربي" أن غالبية الزبائن يتناولون الفواكه مرتين خلال الليل في شهر رمضان، فيما بعض الأسر تشتري البطيخ مرتين يومياً خلال هذه الفترة، وذلك من أجل إعداد عصير خاص لوقت الإفطار، وعند تناول وجبة الفطور الرئيسية المعروفة محلياً بـ"الطاجون". مطالب بخفض الأسعار المرتفعة ورغم الرواج، فإن العديد من الزبائن يشكون ارتفاع أسعار الفواكه وبعض السلع الأخرى خلال شهر رمضان، مطالبين التجار بالتعامل معهم بشكل "غير مجحف"، مع التأكيد على تقبلهم لهامش ربح يكون في متناول الزبائن في وقت تصاعدت فيه وتيرة أسعار أغلب المواد الغذائية. ويرى السالم ولد محمد أن أسعار الفواكه ارتفعت خلال شهر رمضان الحالي لعدة أسباب، أهمها كون التجار يستوردونها من دول مجاورة كالسنغال والمغرب، وهو ما يحتم زيادة في أسعارها ترتفع حسب ارتفاع سعر النقل. وعن الأسعار يقول السالم ولد محمد، وهو أحد تجار الفواكه، إن سعر الكيلوغرام الواحد مثلاً من البطيخ يبلغ (350) أوقية، أي ما يعادل دولاراً واحداً، خلال شهر رمضان، بينما كان السعر قبل ذلك نحو (250) أوقية في المتوسط. وأضاف ولد محمد لـ"هافينغتون بوست عربي" أن هناك نوعيات من الفواكه عرفت أسعارها ارتفاعاً متوسطاً خلال شهر رمضان، كونها أكثر النوعيات استعمالاً خلاله، ومن بينها المندرين، والبرتقال، والليمون، والتفاح، والصبار، والموز، والفراولة، والمانجو، والأناناس، والعنب، وكافة نوعيات التمور. وأكد ولد محمد أن أسعار التمور أيضاً تشهد ارتفاعاً مذهلاً، حيث يبلغ سعر الكلغ الواحد من أجود نوعيات التمور المستوردة من الجزائر أو تونس 3500 أوقية، أي ما يعادل 10 دولارات، بينما تتفاوت أسعار التمور المحلية بين 700 أوقية (2 دولار)، و1000 أوقية (3 دولارات) في الغالب.