كلمات التعازي والادانة والاستنكار تقف عاجزة اليوم امام تضحيات ودماء ابناؤنا من القوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية التي التحقوا بكوكبة شهداء الواجب الذين ما كانت دماؤهم يوما الا فداءاٌ للوطن والشعب الاردني فاحر التعازي يقدمها اليوم ابناء الشعب الاردني بكل فئاته مقرونة بالعرفان لأبناء الجيش العربي الاردني والاجهزة الامنية وذويهم ويؤكدون وقوفهم موحدين خلف جيشنا العربي الاردني والاجهزة الامنية. ولا يمكن اعتبار الارهاب والاجرام الموجهة انه يأتي من فراغ أو يستحدث من العدم ، فمن خطط ومول وسلح ووجه قوي الارهاب من كافة بقاع الارض لنشر الفوضى والقتل والتخريب وتفتيت المنطقة ودولها، وبعد ان استنفذ كل امكانياته يعيد الان اعادة ترتيب اوراقه لمزيد من الدمار والتمزيق لفرض اجندته على المنطقة والاردن، وقد اصبح واضحا الان من تسلسل الاحداث ان الوطن مستهدف بكل المقاييس مستهدف كدوله بشعبها واقتصادها وكيانها وهويتها، واهم ما يستهدف بشكل مباشر الجيش العربي الاردني والاجهزة الامنية التي كانت دوما السد المنيع الذي حمي الدولة الوطنية الاردنية من كافة مخططات استهدافها المباشر. ان الوقوف بوجه هذه المخططات والارهاب ومن يحركه ويوجهه ويستغله يتطلب من عقل الدولة ومطبخ قرارها ان يعيد النظر بشكل جذري بسياسات مواجهة الارهاب وحماية الدولة الاردنية وعمادها الشعب ووحدته ومناعته ووقوفه خلف الجيش العربي الاردني والاجهزة الامنية وانتهاج استراتيجية جديدة لمواجهة خطر الارهاب وفكره ومن يحركه داخليا وخارجيا مواجهة شاملة وحاسمه بكافة المجالات والتوقف عن التنسيق مع اي طرف على علاقة بأي شكل مع قوى الارهاب ويروج لها ويدعمها ويمولها ويتطلب بالضرورة نهجا اقتصاديا لا يؤزم الوضع الداخلي ويزيد من الاحتقان الشعبي ومن نافل القول ان هذه المهمات تحتاج حكومة وطنية جديدة ببرامج سياسية واقتصادية واجتماعية تعيد ترتيب البيت الداخلي لمواجهة اي خطر يهدد الدولة الاردنية خارجيا وداخليا . ان هذه العملية الارهابية الاجرامية تتطلب الحذر من اي دعوة لردة فعل تؤدي لتدخل الجيش العربي الاردني في اي عمل عسكري خارج حدود الوطن بأي شكل من الاشكال والحفاظ علي مهمته الوطنية الاستراتيجية في حماية الدولة الاردنية وحدودها وشعبها.