هى آلةٌ قصيرةٌ أقصرُ من الرمحِ.. عريضةُ النصل.. تستعملُ فى الحربِ والضِّراب.. وجمعُها حِراب.. والحربةُ بأسُها شديد.. بعضُها خشبٌ وبعضُها حديد. صاحبتِ الإنسانَ العربيَّ فى بيئتِه.. ورافقتْه فى رحلتِه.. فاستخداماتُها عديدة.. ومآربُه فيها كثيرة.. يصلِّى إليها فى الفضاء.. ويقاتلُ بها الأعداء.. ويتَّقى بها السباعَ فى البيداء.. ويَتسلح بها فى الأسفار.. ويلهو بها الصغارُ والكبار.. بل واتخذها الخلفاءُ والأمراء فى شتى البلاد.. رمزا للعزةِ والقوةِ فى المناسبات والأعياد.... ولقد شَرُفَتِ الحربَةُ بأنْ وُضِعتْ أمامَ النبى ــ صلى اللهُ عليه وسلم ــ ليصلى إليها... وتشرَّفت إذ سَمَحَ للحبشةِ عنده أن يلعبوا بها... بل وبلغت ذروةَ الشرف.. يوم أمسك بها ورمى أُبيَّ بنَ خَلَف.. فوقعت فى عنقهِ وأصابه التلَف. وذكر ابنُ أبى عاصمٍ فى الجهاد [أن رسولَ الله ــ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ ــ تناول الحربةَ من الحارثِ بنِ الصِّمَّةِ، فلما أخذها انتفض بها انتفاضةً ثم استقبل أُبيَّ بنَ خلفٍ فطعنه فى عُنُقِه طعنةً فقتله] فأكرِمْ به من رام.. وأنعِم به من شجاعٍ هُمَام..عليهِ من مولاهُ الصلاةُ والسلام.