قال «مركز أسرى فلسطين للدراسات» إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تعتقل أكثر من نصف عدد الأسرى المحررين في الضفة الغربية ضمن صفقة «وفاء الأحرار» المعروفة باسم «صفقة شاليت». وأضاف المركز أن سلطات الاحتلال تحتفظ في سجونها بـ57 أسيراً محرراً، ممن أطلق سراحهم ضمن صفقة «وفاء الأحرار» التي تمت في 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 بين حركة «حماس» ولجان المقاومة الشعبية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية مصرية. وأوضح المركز أن من بين هؤلاء الأسرى أسيرة محررة واحدة، وهم يشكّلون نحو 52 في المئة من محرري الصفقة الذين أُطلق سراحهم في الضفة الغربية والقدس وعددهم 110 أسرى. وأشار المركز في تقرير لمناسبة مرور عامين على إعاده اعتقال 74 من محرري صفقة «وفاء الأحرار» في حملة اعتقالات واسعة النطاق أعقبت عملية خطف ثلاثة مستوطنين يهود وقتلهم في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في 12 حزيران (يونيو) 2014، إلى أن سلطات الاحتلال أطلقت عدداً من المحررين بعد أشهر عدة، فيما لا تزال الغالبية - 57 محرراً - خلف الجدران. وكانت إسرائيل أطلقت ضمن الصفقة نحو 1050 أسيراً فلسطينياً، بعضهم أمضى نحو 30 عاماً في السجن، مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، الذي أسرته مجموعة فدائية من «حماس» ولجان المقاومة الشعبية في عملية نوعية في موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر «كرم أبو سالم» في 25 حزيران 2006. وقال الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر إنه فضلاً عن مرور عامين كاملين على خرق سلطات الاحتلال الصفقة، وعدم التزامها توفير الأمن والسلامة للمحررين، فإن هناك تجاهلاً واضحاً من كل الأطراف التي رعت الصفقة في شكل مباشر أو غير مباشر، بخاصة الحكومة المصرية، التي لم تقم بواجبها من أجل إنهاء هذه المأساة المستمرة. وأضاف الأشقر أن سلطات الاحتلال لم تكتفِ بإعادة اعتقال المحررين، بل أعادت فرض الأحكام السابقة على 92 في المئة ممن أُعيد اعتقالهم، وهي أحكام بالسجن المؤبد مرات عدة أو عشرات السنين. وأوضح الأشقر أن من بين هؤلاء 50 أسيراً محرراً أُعيدت أحكامهم السابقة، فيما فرضت على ثلاثة آخرين أحكاماً أخرى مخففة تختلف عن الأحكام السابقة، أحدهم عميد الأسرى نائل البرغوثي، بالسجن لمدة 30 شهراً. وأشار إلى أن مدينة الخليل تحتل المرتبة الأولى في عدد المحررين الذين أعيد اعتقالهم، وعددهم 17 أسيراً، كان آخرهم الأسير المحرر بركة راجح طه الذي اعتقل قبل شهرين، تليها مدينة جنين ويبلغ عدد أسراها عشرة، ثم محافظة رام الله والبيرة ثمانية أسرى، فمدينة القدس سبعة، ومدينتا نابلس وطولكرم ستة لكل منهما، ومدن بيت لحم وقلقيلية وسلفيت، أسير واحد لكل منها. وشدد على أن الأسرى المحررين وغيرهم ممن أمضوا سنوات طويلة أو فرضت عليهم أحكام بالسجن سنوات طويلة يعلقون الآمال على المقاومة الفلسطينية في تحريرهم مرة أخرى. وتشير المعلومات إلى أن لدى «حماس» أربعة جنود إسرائيليين، اثنان منهم اعتقلتهما أحياء، فيما لا يُعرف مصير الآخرين وما إذا كانا أحياء أم قتلوا أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع في صيف 2014. وكانت إسرائيل أعلنت قبل أيام قليلة عن اعتبار الجنديين المأسورين أثناء عدوان 2014 مفقودين، بدلاً من قتيلين. وطالب المركز المقاومة الفلسطينية بأن تصر على مواقفها ومطالبها بضرورة إطلاق من أعيد اعتقالهم قبل الدخول في أي مفاوضات مقبلة في شأن صفقة جديدة. كما طالب الأشقر الحكومة المصرية الراعي الرئيس لصفقة شاليت بالتدخل لدى الاحتلال لإطلاق محرري الصفقة.