< أعربت المعارضة السورية عن خيبة أملها بعد نجاح النظام السوري في شيطنة الثورة وتقديمها للعالم وكأنها مؤامرة كونية تنفذها جماعات إرهابية، مؤكدة أن «الثورة تم السطو عليها لاحقاً من جانب قوى خارجية لإنجاز مشاريعهم ومخططاتهم الخاصة التي لا علاقة لها بالمطلق من قريب أو بعيد بالطموحات التي انتفض من أجلها الشعب السوري». وأوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس منذر ماخوس في بيان صحافي أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه) أنه في وقت «لا تزال محادثات جنيف حول المسألة السورية مُعّلقة، من الضروري في هذه الظروف أن يبقى صوت المعارضة السورية المُمَثلة في المحادثات بالهئية العليا للتفاوض مسموعاً، فالإشكالات الاساسية العديدة قائمة كما كانت سابقاً، الملف الانساني وموضوع السجناء والموقوفين والهدنة وعملية الانتقال السياسي بشكل خاص». وأكد أنه أخذاً في الاعتبار للموقفين المتناقضين لطرفي النزاع، فمن الواضح أن الحل السياسي لا يزال في حال موت سريري، لافتاً إلى أن «طبيعة الانسداد الحاصلة في العملية السياسية هي سياسية ولا يمكن اعتماد وسائل تقنية لفك هذا الانسداد، فالاشكالية في العمق، ليست مسألة خلافات موضعية او مسألة تفاصيل يمكن تدوير الزوايا الحادة فيها او حلها بتنازلات متبادلة او باعتماد حلول وسطية، إن المسألة بكل بساطة تتلخص بوجود مشروعين متناقضين تماماً ولا يمكن مطلقاً الجمع والتوفيق بينهما». وزاد: «فوق ذلك فالنظام السوري يشعر اليوم بالثقة نتيجة زخم الدعم غير المحدود الذي يحصل عليه من القوة العظمى الثانية اليوم في العالم، يضاف إليه الدعم الاقليمي الإيراني غير المسبوق». معتبراً ان الكارثة السورية تزداد تعقيداً كونها خرجت من زمن طويل من اطارها المحلي الوطني. وانها «اصبحت اليوم رهينة التداخلات وتعارض المصالح الاقليمية والدولية وبما يلقي بظلاله على مجمل قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط». وخلص إلى أن «الأزمة السورية ليست باي حال صراعاً بين طرفين محددين على مصالح اقتصادية او نزاع على حدود او أراض، وبالتأكيد ليست صراعاً على مناصب او سلطة. إنها بكل بساطة ثورة بكل معنى الكلمة من أجل الحرية ضد نظام طاغوتي وفاسد».