×
محافظة المدينة المنورة

إحباط تهريب 1.7 مليون ريال مزيفة في المدينة المنورة (صور)

صورة الخبر

أفضل من يكتب عن الشعر هم الشعراء، وبكلمة ثانية، أفضل من يجيب عن أسئلة الشعر هم الشعراء، أو من في قلوبهم وعقولهم هوى للشعر من مفكرين وفلاسفة وحتى رجال العلم. نقرأ تعريفات أو مقاربات للشعر عند ابن سينا، وابن رشد، والفارابي، وابن الهيثم، وأرسطو، وطه حسين، وفلاسفة الوجودية لم تشغلهم أسئلة الموت والخلود والحياة والعدم والعبث فقط، بل، مالوا إلى الشعر أيضاً، أما الشعراء أنفسهم فإن تعريفهم للشعر أشبه بالشعر. .. عندما يكثر الشعراء في العالم يكثر الجوع.... .. الشعر نوع من العودة إلى البيت..، و.. الشعر افتراع عند أبي العلاء المعري. طرد أفلاطون الشعراء من مدينته، ولكنهم لم يلبثوا أن دخلوا إلى مدن الكثير من الملوك والأمراء. صار لهم بلاط، وصار بعضهم من حاشية وزير أو رجل دولة كبير. أبوالطيب المتنبي لم يضع تعريفاً للشعر، لقد كان يكتب وينام. أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا كان يبحث عن إمارة ليس للشعر، ولكن له هو. إمارة هو أميرها ولم يكن يعرف أن إمارة الشعر كانت بين يديه. يتساءل الناقد والمترجم المغربي د. رشيد بنحدو في كتابه عن الشعر في زمن اللاشعر.. هل تكون الرواية بديلاً عن الشعر في الألفية الثالثة؟ ويجيب عن تساؤله بنفسه.. .. الشعر ليس أبداً آيلاً إلى زوال: فلاتزال له، عربياً وكونياً، تينك الحظوة والقيمة اللتان ظل يزهو بهما عن جدارة واستحقاق من بين فنون القول وأجناس الأدب. الكتاب عبارة عن استفتاء أجرته مجلة (Canacteres) الفرنسية، كما يقول بنحدو، شمل عدداً من أبرز الشاعرات والشعراء المعاصرين من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، فقد بلغ عددهم (41) شاعراً وشاعرة: شارك أوتران، جان بيير بالب، فيليب بارو، جاك بيلمانس، ميشيل بلوك، جيرار بوشولييه، بيير بوجوت، بيير دينو، هوبير جوان، أندريه ماريسيل، أندريه بيراغيو، هنري روجييه، كارلو سواريس وآخرون. المجلة طرحت على هؤلاء الشعراء والشاعرات عشرة أسئلة من بينها: هل يبحث الشاعر عن جواب للغز الوجود؟، عن هذا السؤال يجيب كارلو سواريس.. .. أجيب بنعم وبلا، فأن تبحث يعني ألا تجد، وأن تجد يعني أن تنخدع. تسأل المجلة.. ما هو في اعتقادكم موقع الشاعر في المجتمع؟.. يجيب جيرار بوشولييه: .. هل الشاعر عراف، محرض..؟ لست أدري، يمكنه أن يكون كذلك، لكن هذا لا يبدو لي ذا قيمة. حالياً يجب على الشاعر أن يكون إنسان الأبد، لا الزوال، مجتمعاً في زمن النثار، إنساناً خارج الحشود دون أن يكون فوقها... مازالت السوريالية منذ نشوئها قبل أكثر من نصف قرن تشعل الضمير الشعري الفرنسي ليس في الشعر فقط بل وفي الرسم، إنها مصطلح متجدد كما يبدو، ولا عجب في ذلك، فالبيت الذي خرجت منه السوريالية بيت فرنسي، وهكذا نقرأ سؤالاً على هذا النحو.. سؤالاً من القرن العشرين يطرح في القرن الحادي والعشرين.. .. هل تعتقدون أن السوريالية أكبر حركة شعرية في القرن العشرين؟.. وما موقفكم منها؟.. علينا قبل أن نختار إجابة أو أكثر عن هذا السؤال أن نلاحظ ما ينطوي عليه السؤال.. (ما موقفكم منها.. أي من السوريالية في القرن الحادي والعشرين؟)، وكأن المجلة تتبنى موقفاً آخر.. وهو ألا جدوى للسوريالية اليوم في قرن الحداثة وما بعد الحداثة. قرن (عدم صلاحية) حركات أدبية وفنية خلخلت الكثير من المفاهيم في الغرب مثل الدادائية على سبيل المثال.. ولكن، اليوم، أين هم الدادائيون؟ ابتعدت قليلاً عن سؤال السوريالية، وأعود بك إلى الكتاب.. يجيب جان بيير لوسيور.. .. حفرت السوريالية القبر لنوع من الشعر، وربما للشعر عموماً، الذي لم يستطع بعد أن ينهض، وما دامت السوريالية قد خربت كل شيء، فلا أكن لها أي حقد.. يلزمنا إذاً أن نعاود الانطلاق من العلوم، وأن نبحث عن آفاق أخرى، وإلا فلنمت بدورنا... لو كانت هناك مساحة أكبر لتحدثنا عن موقف السورياليين العرب من السوريالية اليوم (عبدالقادر الجنابي مثلاً)، أو تساءلنا على الأقل. مهد السوريالية عند العرب (وهي استيراد فرنسي) يتمثل أكثر ما يتمثل في الفضاء الشعري المغاربي الأقرب للثقافة الغربية والفرانكفونية.. وعند القليل من الشعراء اللبنانيين والعراقيين والمصريين.. كما لو أن السورياليين العرب في حالة احتضار. هل حالة الاحتضار هي نتاج أزمة ما؟ المجلة، مثلاً، وفي هذا السياق تطرح التساؤل التالي.. .. ماذا تقترحون للتخفيف من أزمة الثقة المستفحلة اليوم بين الشاعر والقارئ..؟. يجيب غاستون كرييال.. .. أزمة الثقة هذه ليست وليدة اليوم، فهي ملازمة للشعر. ليس عندي إذاً ما أقترحه، فالحمير لا تقدم لها الدرر والمجوهرات... السؤال الأخير هذا (سؤال الأزمة) مهم جداً أن نطرحه في الساحة الشعرية والثقافية العربية، ولكن هذه الأزمة لا تتعلق بالشعر والقارئ فقط.. بل تتعلق بالقارئ والرواية، القارئ والنقد، القارئ والفكر، القارئ والفلسفة، القارئ والتاريخ.. إلى آخره. عندما يقرر البعض أن الشعر يتراجع والرواية تصوب عينها على (ديوان العرب) وتريد أن تصبح هي الديوان (في شكل رواية)، فعن أية أزمة نتحدث إذاً؟؟ 41 شاعراً وشاعرة يجيبون عن 10 أسئلة محورها كلها الشعر.. إنها متعة خاصة جداً أن تقرأ كتاباً فيه مئات وجهات النظر المختلفة والمتقاطعة والمتلاقية. الكتاب: عن الشعر في زمن اللاشعر المترجم: د. رشيد بنحدو الناشر: مجلة دبي الثقافية (دبي) 2016