يبدو أن تسميتي لربيع العرب بأنه ربيع أوباما، وليفي، والقرضاوي، وساركوزي استفز بعض المزايدين الحالمين، والذين يرون بأنهم وحدهم من ينشد الحرية، والديمقراطية، وفات عليهم أننا كتبنا، وقلنا إن الوضع في بعض بلاد الثورات، كما في ليبيا، بلغ مرحلة من السوء لم يعد معها ممكناً أن يستمر، وفي هذه الحالة لا يكون هناك مناص من التحرك. هذا، ولكني كتبت العبارة الآنفة الذكر لأؤكّد على أن إدارة أوباما، ووراءها الغرب لم تستغل هذه الأوضاع المأساوية في بلاد الثورات لمساعدة الشعوب في الحصول على الحرية، والديمقراطية كما أوهموا الشعوب العربية، وإنما حاولوا قدر الإمكان تجيير هذه الثورات لخدمة مصالحهم، ما يعني أن ما كان يُقال نظرياً عن انتهازية الغرب، قد تم تأكيده عملياً هذه المرة، وهذا أمر مؤلم، ومحبط.