تؤكد الدراسات أن الإرشاد النفسي والأكاديمي يعد من أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسات التعليمية للطلاب، والتي تستهدف بناء الشخصية السوية المتزنة لهم واكتشاف المواهب والميول لمساعدتهم على اختيار التخصصات المناسبة ومساعدتهم على التكيف مع البيئة الجامعية، كما يتوجب على المرشدين توفير معلومات كافية للطلاب عن الوظائف والمهن المناسبة لهم بعد تخرجهم والتي تفي بحاجات سوق العمل. إن تكلفة الطالب الجامعي وفق إحصائية مرصد التعليم العالي تبلغ ما يقارب 53000 ريال سنوياً، فإذا وضعنا في الاعتبار عدد الجامعات ونسبة الطلاب الملتحقين بها نجد أننا أمام تكاليف ضخمة ترهق ميزانية التعليم كل عام، ومع ارتفاع مؤشرات البطالة نجد أننا أمام مشكلة حقيقية تتمثل في عدم مواءمة الخريجين لاحتياجات سوق العمل، إما لعدم ملاءمة التخصصات أو لضعف المهارات التي ينبغي توافرها في الخريجين لشغل الوظائف المطروحة. وهنا يظهر الدور الكبير الذي يقع على عاتق الجامعات في توفير إرشاد أكاديمي ومهني ونفسي يوفر الموائمة بين مخرجاتها وبين ما يتطلبه الاقتصاد الوطني كجزء من الحلول لهذه المشكلة، ويتطلب ذلك تضافر جهود كافة العاملين من أعضاء هيئة التدريس ومرشدين أكاديميين ومسؤولي شؤون الطلاب في الجامعات، وذلك لضمان توجيه الطالب للتخصص الذي يتناسب مع ميوله وقدراته، وتحقيق أقصى استفادة خلال فترة دراسته الجامعية وإكسابه المهارات التي يطلبها أرباب العمل في شاغلي الوظائف كمهارات التفكير والتخطيط والتكيف والتعلم الذاتي، وإتقان لغات العصر وتكنولوجيا المعلومات، واستثمار الوقت.