ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تصريح دخول المسؤول الفلسطيني في حركة «فتح» محمد المدني إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية أو ما يعرف بـ «أراضي 48»، متهماً إياه بمحاولة «تشكيل حزب عربي – إسرائيلي لزعزعة استقرار الحياة السياسية في إسرائيل». وقال المدني، أمس، وهو رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي وعضو اللجنة المركزية لـ «فتح»، إن بطاقة «الشخصيات المهمة» التي تتيح له التنقل بحرية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، سحبت منه، معتبراً القرار دليلاً على «عنصرية» ليبرمان. واتهم ليبرمان (57 سنة)، المعروف بخطابه المعادي للعرب ونزعته الشعبوية العدوانية، المدني بالسعي إلى تشكيل حزب عربي إسرائيلي جديد بهدف «زعزعة استقرار الحياة السياسية الإسرائيلية»، لكن المدني نفى تلك الاتهامات، قائلاً في بيان: «إذا كانت الشراكة بين الإسرائيليين، يهوداً وعرباً، في الحياة السياسية في إسرائيل تثير مثل هذا الحنق والغضب لدى ليبرمان فإن هذا يعكس كم هي بعيدة إسرائيل الراهنة عن أي محاولة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة». وأضاف أن هذا «يؤكد أن الحكومة الحالية في إسرائيل هي حكومة حرب بكل معنى الكلمة وليست حكومة سلام»، وأكد ناطق باسم وزير الدفاع الإسرائيلي التدبير المتخذ ضد المدني، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ونقلت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية للأنباء عن الناطق باسم «فتح» أسامة القواسمي، اليوم، قوله إن منع حكومة المدني من الوصول لأراضي عام 1948 هو «دليل قاطع على صوابية عمله الوطني الفاعل والمؤثر على الرأي العام في الداخل الفلسطيني». وقال القواسمي إنه «لولا أن شعرت حكومة بنيامين نتنياهو بأهمية ما يفعله الرجل من تواصل مهم مع مختلف الشرائح والأحزاب، ونجاحه في مخاطبة العقول والتأثير عليها خدمة للقضية الفلسطينية وعدالتها، لما أقدمت على منعه من الدخول والتواصل مع الشرائح المختلفة والأحزاب السياسية هناك».