أصدرت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) 50 وثيقة رفعت عنها السرية توضح بالتفصيل أساليب التعذيب الوحشية التي استخدمتها الوكالة لاستجواب الإرهابيين المشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001. وكان الكشف استجابة لدعوى قضائية حول قانون "حرية المعلومات" التي رفعها اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU). وقدمت الوثائق سلسلة من المذكرات تُفّصل أساليب الاستجواب التي وصفها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بـ"التعذيب"، في حين تشير إليها وكالة الاستخبارات المركزية بـ"التحقيق الموسع" و"تقنيات الاستجواب المحسنة." وتحتوي الوثائق أيضا على المناقشات الداخلية حول شرعية هذه الأساليب. شاهد..رئيس الـCIA السابق لـCNN: الوضع تجاوز تطرفا فرديا وذئابا منفردة في وثيقة بعنوان "وصف الضغوط الجسدية" تُناقش الضغوط الجسدية والنفسية المحتملة التي تشمل الصفع في الوجه واستخدام حفاضات و"الحشرات" و"الإيهام بالدفن." وتقول الوثيقة: "أحد الاحتمالات هو التهديد بوضع حشرات لاسعة في صندوق الحبس الضيق مع المعتقل، ولكن وضع حشرات غير مؤذية عوضا عن ذلك." وتشرح الوثائق أن "الإيهام بالدفن" يشمل وضع السجين في "صندوق حبس ضيق يشبه التابوت، ويحتوي الصندوق على ثقوب للهواء لمنع الاختناق." اقرأ..مدير الـCIA السابق يهاجم تقرير التعذيب.. ورئيس بولندا السابق يؤكد: قدمنا منشأة للـCIA ولم أعلم ما كان يجري داخلها إحدى المذكرات توفر بعض القواعد التوجيهية للتقنيات: "عناصر وكالة الاستخبارات المركزية وغيرهم من الأفراد العاملين نيابة عن وكالة المخابرات المركزية قد يستخدمون فقط تقنيات الاستجواب المسموح بها"، ما يشمل "الإيهام بالغرق" و"إجبار المعتقلين على ارتداء حفاضات للكبار" لأغراض "الإذلال." وتقول المذكرة إن تقنيات "تتضمن الضغط الجسدي أو النفسي ما يتخطى التقنيات العادية" ولكنها تتطلب وجود العاملين في المجال الطبي والنفسي في موقع كل الاستجوابات التي تستخدم هذه التقنيات وإن هؤلاء الموظفين الطبيين "يحق لهم وقف التحقيق إذا ما رجّحوا أن استمرار الاستجواب سيتسبب في إصابة أو ألم أو معاناة جسدية أو نفسية شديدة ومطولة." كما تدافع الوثائق أيضا عن أساليب الاستجواب، إذ تقول مذكرة رسمية كتبت في مارس/ آذار عام 2005: "نؤمن أن المعلومات الاستخبارية المكتسبة من هذه الاستجوابات كانت سببا رئيسيا لفشل تنظيم القاعدة في شن هجوم كبير في الغرب منذ 11 سبتمبر 2001." في حين تظهر بعض الوثائق قلق عناصر الوكالة من "شرعية" استخدام تلك الأساليب، إذ قال مسؤول في CIA بصراحة في رسالة بريد الكتروني إن برنامج الاستجواب كان "كارثة تنتظر الحدوث وأنا عازم على المغادرة بأسرع وقت ممكن قبل وقوعها." وقال نائب المدير القانوني باتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU)، جميل جعفر: "هذه السجلات السرية تضيف تفاصيل جديدة إلى السجل العام لبرنامج تعذيب وكالة الاستخبارات المركزية وتؤكد وحشية الأساليب المستخدمة في مواقعها ’السوداء‘ السرية في الخارج"، في بيان صحفي صدر عن الاتحاد.