اثبط رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الخميس في سان بطرسبورغ الامال في رفع سريع للعقوبات عن روسيا مشددا على ضرورة ان تطبق موسكو اتفاقات مينسك لانها النزاع في اوكرانيا. وتواجه العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وموسكو صعوبات منذ فرض عقوبات اقتصادية متبادلة بين الجانبين في 2014 اثر ضم روسيا شبه جزيرة القرم واندلاع لنزاع في شرق اوكرانيا. وقال يونكر الذي يشارك في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ ان الاتحاد الاوروبي لن يرفع العقوبات عن روسيا طالما لم يتم تطبيق اتفاقات مينسك التي يفترض ان تضع حدا للنزاع في اوكرانيا. واضاف ان المحطة المقبلة واضحة: التطبيق الكامل للاتفاق، لا اكثر ولا اقل. انها الوسيلة الوحيدة لبدء حوارنا والوسيلة الوحيدة لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة. وتابع يونكر ان وحدة وسلامة اراضي (اوكرانيا) مهمة جدا ولا يمكن تجاهلها، مؤكدا ان اعمال روسيا هزت مبادئ الامن في اوروبا نفسها. وبدا النزاع في شرق اوكرانيا في نيسان/ابريل 2014 وخلف نحو 9400 قتيلا. وتتهم كييف ودول غربية روسيا بتغذية النزاع ودعم انفصاليي منطقتي دونيتسك ولوغانسك بالعناصر والسلاح. وتنفي روسيا هذه الاتهامات. وقال مصدر لوكالة فرانس برس في بروكسل ان العقوبات الاوروبية التي تقررت بعد ضم شبه جزيرة القرم سيتم تمديدها غدا الجمعة فترة ستة أشهر. اما العقوبات الثقيلة التي اقرت لمعاقبة دور موسكو في النزاع في شرق اوكرانيا سيتم تمديدها الاسبوع المقبل بعد تصويت الدول الاعضاء ال 28. من جهتها، تهدد موسكو في المقابل بتمديد الحظر على المنتجات الغذائية الاوروبية حتى نهاية عام 2017. وفي الاتجاه المعاكس، دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الروس الى اتخاذ الخطوة الاولى للخروج من دوامة العقوبات.وقال ارفعوا العقوبات ونحن، اصدقاءكم، سنقوم بكل ما يمكن لمساعدتكم. وقد صرح ساركوزي في ختام لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه صديق حقيقي لروسيا. -بناء جسر بين الاتحاد الاوروبي وروسيا- ورغم عدم ابداء مرونة بشأن مسألة رفع العقوبات، اعرب يونكر عن الامل في بناء جسر واستئناف الحوار بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. وتلت مداخلته كلمة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي دعا الى تخفيف حدة التوتر بين موسكو والغرب. وتسعى روسيا مع هذا المنتدى الاقتصادي الى الاعلان عن انها باتت اقل عزلة، رغم سياق التوترات مع الغرب، من التصعيد مع حلف شمال الاطلسي الى سلوك مثيري الشغب الروس في كاس اوروبا 2016. ويبدو ان ركود اقتصادها، الناجم جزئيا عن العقوبات الغربية التي تستهدف التمويل وانتاج المحروقات او الدفاع، شارف على ان ينتهي. لكن ما تعانيه بسبب انخفاض لاسعار النفط، يدفع الى الخشية من ان تصبح غارقة في الجمود وتضاعف وعود الاصلاحات الهيكلية بغية جذب المستثمرين وتعزيز اقتصادها. اما رؤساء الشركات الاوروبية، فانهم يوجهون انتقادات شديدة للعقوبات ضد روسيا التي يستثمرون فيها، ولا يخفون رغبتهم في استئناف العمل بنشاط اكبر. ومن المتوقع ان يبدي رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الذي يشارك بوفد كبير تحفظات حيال العقوبات الجمعة. -عقد لانتاج الغاز- وفي الاشهر الاخيرة، تم استئناف الحوار مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب. وبعد اقل من اسبوع على المذبحة في نادي للمثليين في اورلاندو قضى خلالها 49 شخصا، يجري بوتين مباحثات الخميس حول المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية والنزاع السوري مع بان كي مون يرافقه مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي مستورا. ومع تمثيل اميركي منخفض المستوى في المنتدى، يشارك رؤساء العديد من المجموعات الاقتصادية الفرنسية البارزة مثل توتال وسوسيتيه جنرال وجي سي ديكو وشنايدر الكتريك. ووقع بوتين الذي سيلقي كلمة الجمعة، عقدا مهما لبناء مصنع للغاز المسال في روسيا مع المدير العام لعملاق الطاقة البريطاني الهولندي رويال داتش شل بن فان بودرن. ومن المحتمل اثارة مسالة الرياضة على هامش المحادثات بعد ايام قليلة من اعمال عنف ارتكبها مثيرو الشغب الروس في نهائيات كأس اوروبا لكرة القدم 2016 ، والتعليق المحتمل لمشاركة رياضيين روس في اولمبياد ريو بسبب تناول منشطات. المصدر: (أ ف ب)