×
محافظة المنطقة الشرقية

نصائح لمرضى السكري وارتفاع الضغط في رمضان

صورة الخبر

استمع بعض الصهاينة الإنسانويين الذين يتظاهرون بأنهم لا يوافقون على الاحتلال والاستيطان، ولا يوافقون على المعاملة اللاإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، وينتقدون الممارسات الفاشية لقادتهم السياسيين والعسكريين، لأنها لا تتفق والأخلاق الصهيونية وما قام عليه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم إلى غير ذلك من ترهات وادعاءات وأكاذيب. هؤلاء يثيرون الغيظ والاستفزاز أكثر من الصهاينة الأكثر تطرفاً أمثال بينيت وليبرمان ونتنياهو، لأنهم يحاولون الظهور على غير حقيقتهم. وفي المقدمة يأتي بعض الكتاب والمعلقين في الصحافة الإسرائيلية، الذين يخدمون أهداف بينيت وليبرمان ونتنياهو أكثر من أولئك الذين يتعصبون لهم ويدافعون عنهم. ففي الوقت الذي يعلن نتنياهو أنه لن يتخلى عن القدس الموحدة، وسيستمر في توسيع سياسة الاستيطان في الضفة، وفي الوقت الذي يطالب فيه بينيت بضم الضفة إلى إسرائيل، ولا يعترف ليبرمان، الذي أصبح وزيراً للحرب بما يحمله من فاشية، بأن للفلسطيني حقاً في الوجود في فلسطين، نجد الكاتب الصهيوني جدعون ليفي، أكثرهم إنسانية وتعاطفاً، والأكثر نقداً للاستيطان الصهيوني، يلعب دوره بحرفية لا سبيل لنكرانها، فيخرج علينا بمقال نشرته صحيفة (هآرتس- 10/6/2016)، بالاشتراك مع زميله أليكس ليبك، ادعيا فيه أن مخيم جنين رفع الراية البيضاء، فيضيف إلى قوانين بينيت وتهديدات ليبرمان وسياسة وإجراءات نتنياهو ما يتصل بدوره في الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني وخزان نضالاته ومقاومته، كاشفاً بذلك عن أضغاث الأحلام التي تراوده وأمثاله. يقول ليفي وشريكه في المقال الذي جعلا عنوانه: مخيم جنين رفع الراية البيضاء: مخيم جنين الأكثر نضالاً من بين المخيمات، يبدو أن روحه انكسرت الآن، بشكل مؤقت على الأقل! وكل واحد فيه يبحث عن مصيره وبقائه، فهل حقاً رفع المخيم الباسل الراية البيضاء، أم أنها أضغاث أحلامه تخدعه، أم هي تمنياته التي يريد أن يراها حقيقة واقعة؟ قتل رابين المتطرف صاحب شعار تكسير العظام، على يدي متطرف آخر، وهو يحلم بأن يرى البحر يبتلع غزة، ويبدو أن هناك من يوصف بأنه صاحب ضمير يحلم بأن يرى المخيمات وقد استكانت واستسلمت ورفعت الراية البيضاء. ولا يلاحظ ليفي وشريكه الأغلاط التي جاءت في حلمه، فنجده يصف حال المخيم اليوم بقوله: المخيم تغير منذ كنا فيه آخر مرة قبل أكثر من سنتين. كان ذلك قبل موت حمزة أبو الهيجاء بقليل، القتيل الأخير في المخيم. سنتان وثلاثة أشهر من دون قتلى، هكذا يقيس ليفي الوضع بالقتلى الفلسطينيين، فذلك في نظره الوضع الطبيعي، رغم ادعاءاته الإنسانوية، لذلك هو يتجاهل أنه في الأول من سبتمبر/أيلول 2015، شنت قوات الاحتلال عملية دهم واسعة على المخيم بالكوماندوز معززة بأربعين دبابة، وتصدت لها مقاومة المخيم في أكبر مواجهة منذ الانتفاضة الثانية، أفشلت فيها وصول القوات المداهمة إلى هدفها الذي كان يتمثل في اعتقال الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ويعرج ليفي على موقف المخيم من الهبّة الشعبية الحالية، فيقول: مخيم جنين لا يشارك تقريباً في أنتفاضة الأفراد، فهنا لا يؤمنون بها، لكن تقريباً تكشف كذبه على كل حال. مخيم جنين لم، ولن يرفع الراية البيضاء، وما رآه ليفي في المخيم من مظاهر إعادة بناء (قاعة الأفراح، والمقبرة...) أمور عادية بالنسبة للفلسطينيين. فالمتوالية معروفة منذ نكبة 1948: الجيش الإسرائيلي يهجر ويهدم، والفلسطينيون يعيدون البناء ويبنون، الجيش الإسرائيلي يقتل والفلسطينيون يتزوجون وينجبون، كم مرة حدث هذا في غزة، وكم مرة تم تهجير وهدم العراقيب، وكم مرة عاد الفلسطينيون وأعادوا البناء؟ مشكلة ليفي والصهاينة جميعاً، وحكومات إسرائيل، أنهم يرون كل شيء يخص الفلسطينيين مجزأ، ويعملون على تجزئته أكثر وأكثر، لا يرون الفلسطينيين كشعب في كل مناطق تواجده، ولا يرون الوحدة التي تجمعه، بالرغم من كل مظاهر انقسامه وتشرذمه. يرون فلسطين مناطق: الخط الأخضر، الضفة، غزة، مخيم جنين..إلخ)، لا يعرفون أن مخيم جنين عندما يواجه احتلالهم يواجهه كجزء من، وباسم الشعب الفلسطيني، وكذلك تفعل غزة، وكذلك فلسطينيو الداخل. لذلك يعتقد ليفي أن لا علاقة لمخيم جنين بانتفاضة الأفراد، كما يسمي الهبّة الشعبية، ولا علاقة لها بمخيم جنين، بالرغم من أنه دس كلمة تقريباً ليبدو موضوعياً!! مخيم جنين سيظل أحد خزانات المقاومة، ومثله كل المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج. وكما قال عاموس هرئيل، مراسل (هآرتس) العسكري (10/4/2016) مرة: قد تخفت المقاومة لكنها لا تنتهي. وليفي نفسه قالها أكثر من مرة: لن يتوقف الفلسطينيون عن المقاومة حتى ينتهي الاحتلال. عوني صادق awni.sadiq@hotmail.com