×
محافظة جازان

مدني جازان: إصابة شخصين جراء سقوط مقذوف على محافظة الطوال

صورة الخبر

تجددت حملات صفحات الغش على امتحانات الثانوية العامة العام بمصر هذا العام، فعادت صفحة «شاومنج بيغشش ثانوية عامة» لنشر أسئلة الامتحانات وإجاباتها النموذجية، وتحدت الرأي العام في تحديد توقيتات للتسريب قبيل فتح اللجان أو بعد انطلاقها بدقائق، واتخذت السطات المصرية إجراءات عاجلة للمواجهة، من بينها القبض على 12 مسؤولاً تعليمياً، على أعلى مستوى من المتصلين بعملية وضع أسئلة الامتحانات، وأعلنت عن حملة تطهير واسعة للوزارة من أي عناصر لها خلفيات مثيرة للشك، كما أعلنت اعتزامها، على المدى الأبعد، استخدام وسائل تقنية متطورة لمراقبة الامتحانات، وتغيير نظم الامتحانات عبر رقمنتها إلكترونياً وتشفيرها، وتغيير نظام القبول بالجامعات المصرية كلياً، بحيث لا يصبح رهينة لدرجات الامتحانات وحدها. الوزير يطالب بـ «التشويش» طالب وزير التعليم المصري، الهلالي الشربيني، البرلمان بوضع تشريع يسمح بالتشويش الإلكتروني داخل لجان الامتحانات. وقال الشربيني أمام اجتماع مشترك للجنتي التعليم والدفاع بمجلس الشعب، أول من أمس «لن نستطيع مواجهة التكنولوجيا الحديثة من دون تشويش». وقال الشربيني «طلبنا قطع الإنترنت قبل الامتحانات بساعة وبعدها بساعة، لكن فوجئنا بأن هذا الإجراء ضد الدستور والقانون، كما طلبنا التشويش على الفصول (التي تجرى فيها الامتحانات)، وفوجئنا بأن التكلفة تصل إلى 150 مليون جنيه». وتفصيلاً، عاد كابوس «شاومنج بيغشش ثانوية عامة» ليهيمن على المشهد التعليمي في مصر، منذ اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة الجارية حالياً، حيث سرب امتحانات التربية الإسلامية، ثم اللغتين العربية والإنجليزية. وفيما ألغت السلطات امتحان التربية الدينية وقررت إعادته، ترددت في إلغاء امتحاني اللغة العربية واللغة الإنجليزية. ودخل «شاومنج» في تحدٍ علني صبيحة يوم امتحان اللغة الإنجليزية، حيث كتب على صفحته على «فيس بوك» الساعة الرابعه والنصف فجراً «الامتحان بإجابته سينزل بالضبط الساعة 8:20 صباحاً، قبل الامتحان بـ40 دقيقة، لأنه ليس بالإمكان تنزيل الامتحان الآن، حتى لا تتمكن الوزارة من وضع البديل، ولدينا ثلاثة امتحانات بنماذج الإجابات، وسنتأكد من أسئلة الامتحان وننزل إجاباتها، وما على الطالب سوى حفظ السؤال والإجابة سريعاً، وبهذا يكون الموضوع قد انتهى». وقد سهرت آلاف الأسر المصرية، ومعها السلطات ووسائل إعلام، تراقب هذا التحدي، الذي تم تنفيذه بالفعل. وأعلنت وزارة الداخلية القبض على ادمن «شاومنج بيغشش ثانوية عامة»، وقال بيان للوزارة إنه «طالب بالثانوية العامة يدعى مهند، مقيم بالاسكندرية، وقد اعترف بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بالتسريب، حيث إنه يقوم بذلك منذ عام 2013، كما سبق له تسريب امتحاني الفلسفة واللغة العربية في عام 2015، واللغتين العربية والفرنسية في عام 2014، وأنه يدير صفحات عدة باسم (شاومنج يغشش ثانوية عامة)، ويقوم بتصوير ورقة امتحان الثانوية العامة ونشرها على صفحته». لكن عقب القبض عليه بساعات ظهر شخص آخر، وقال إنه أدمن صفحة «شاومنج بيغشش ثانوية عامة»، وصرح لموقع «كايرو دار» التابع لـ«اليوم السابع» بأنه «لا يخشى إلقاء القبض عليه من قبل الجهات الأمنية، لأنه يقيم خارج مصر، وأنه أطلق هذه الصفحة التي تقوم بتسريب امتحانات الثانوية العامة، حتى يوصل صوته إلى وزارة التربية والتعليم، وأن هدفه تطوير التعليم في البلاد». وقال مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، محمود حسين، لـ«الإمارات اليوم» إن «تسريب الأسئلة هذا العام اختلف عن كل السنوات السابقة، مع أنه تم بوضوح من داخل الوزارة، على عكس ما كان يتم في السابق، حين يتمكن طالب أو مراقب، بشكل أو بآخر، من تسريب الأسئلة بعد دخول الطلاب إلى اللجان بفترة كافية، وأن الاحتمالات لم تعد تتعدى أحد أمرين: أن تكون الأسئلة سربت من المطبعة السرية أو أثناء نقلها من المطبعة». وأضاف حسين «إنني أبرئ لجان وضع الأسئلة تماماً من احتمالات التسريب، لأن من المستحيل أن أضع الأسئلة وأسربها، وأنا أعرف أنني أول من سيساءل، هذا علاوة على أن واضعي الأسئلة هم تربويون أفاضل، من نخبة الأساتذة علماً وخلقاً». ورفض حسين فكرة إلغاء امتحانات العام الجاري، لأن الإلغاء كلفته باهظة، ولأن المستفيدين مما حدث سيكونون أعداداً قليلة، وقال حسين إن «الأهم هو التيقظ لما هو قادم، فالغش متجدد، وأصحابه يبتكرون كل يوم وسائل جديدة، ومنذ 10 سنوات عرفت مصر قضية زلزلتها، عرفت باسم (شقة العجوزة)، حين اكتشفت السلطات تغيب طلاب عن لجانهم الأصلية، وأداءهم امتحان الثانوية في شقة سرية بالعجوزة، يتمكنون فيها من غش الإجابات، على أن تمر عربة جمع الإجابات على الشقة آخر اليوم، فتضع إجاباتهم ضمن أوراقها، وذلك نظير مبالغ فلكية». وحول تغيير أسلوب الأسئلة كطريقة لحل المشكلة، قال حسين «هذه حلول غير واقعية، وباهظة التكاليف، فنحن بحاجة إلى نصف مليون كمبيوتر لو قررنا ذلك، كما أن استخدام الكمبيوترات في الامتحانات سيسهل الغش أكثر، ويجعل إرسال الأسئلة وتلقي الإجابات أكثر يسراً، وسنحتاج في هذه الحالة أن نراقب كلاً من الطلاب والكمبيوترات». وقال مدير مديرية التعليم بالاسكندرية، هشام عبدالخالق، لـ«الإمارات اليوم» إن «مشكلة الغش أبدية، وستظل أبدية، إلا إذا قضينا على الفساد والمفسدين في التربية والتعليم، وما أكثرهم، فالغش يأتي عن طريق تسرب ورقة الأسئلة، والتسريب يأتي من ثلاث جهات، عن طريق المطبعة السرية، التي لابد أن تكون عليها رقابة شديدة، وعن طريق أفراد الشرطة الذين يتابعون حراسة الأسئلة، وتندس بينهم عناصر سيئة، وعن طريق مركز توزيع الأسئلة». وقال الخبير الإعلامي المتخصص في الشؤون التعليمية، بهاء أحمد، لـ«الإمارات اليوم»: «هجوم صفحات الغش الإلكتروني، وفي مقدمتها (شاومنج بيغشش ثانوية عامة) يواجه مصر منذ العام الماضي، وبسببه تمت الإطاحة بأربعة وزراء، وكان من المفترض أن يكون الوزير الجديد القادم يحمل معه خطة لمواجهة التسريبات، حتى لا يتكرر ما حدث في السنة الماضية». وقال الخبير التربوي والتعليمي بمصر حالياً، وعميد كلية الآداب والدراسات الاجتماعية بجامعة الحصن بدولة الإمارات سابقاً، د. محمد سعيد حسب النبي لـ«الإمارات اليوم» إن «أزمة الامتحانات الجارية في مصر حالياً مرتبطة بأزمة المناهج، والتي من أهم الإشكالات التي تواجهها اعتمادها على (الحفظ والتلقين) وليس الفهم، ما جعل علاقة الطالب بالمنهج هي أن يحفظ منه ما يمكّنه من الإجابة، وفاقم المأساة دخول الدروس الخصوصية، والسناتر (المراكز التعليمية) على الخط، وتقديمها ملخصات المناهج، ثم ملخصات الملخصات».