الكويت: الخليج عادت مشاورات السلام اليمنية التي تحتضنها الكويت منذ 21 إبريل/ نيسان الماضي برعاية أممية إلى المربع الأول بسبب تعنت وفد الانقلابيين، بعدما لاحت في الأفق بوادر حل نهائي للأزمة بتصور متكامل يحظى بدعم أممي مكون من ثلاث مراحل، وذلك بعدما ارتأى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إرجاء طرح خريطة الطريق لحل الأزمة بسبب الموقف المتعنت للانقلابيين الذي كشف عنه بيانهم الأخير، والذي عاد بالأمور إلى مربع الصفر، رغم مناقشة الترتيبات الأمنية في جلسة مباحثات مباشرة التي عقدها ولد الشيخ أحمد بين وفدي المشاورات، بحضور أربعة أعضاء من كل وفد. وقال مصدر مطلع إن بيان الانقلابيين الذي جاء بعد عودة رئيس وفدهم محمد عبدالسلام من صعدة، يعكس حقيقة موقف جماعة الحوثي الانقلابية غير الجاد في التعامل مع المشاورات رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الراعية لعملية التسوية السياسية. يذكر أن رئيسي الوفدين الحكومي والانقلابي كانا قد تسلما نسخاً من التصور الأممي، وأجريا مشاورات مع قيادتيهما في الرياض وصعدة بخصوصه. ويتضمن التصور الأممي ثلاث مراحل، أولاها إلغاء الإعلان الدستوري وما تسمى اللجنة الثورية التابعة للانقلابيين، وتشكيل لجنة عسكرية تشرف على الانسحابات، وتسليم سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة تمهيداً لتشكيل حكومة شراكة وإطلاق عملية سياسية شاملة. وعقد ولد الشيخ أحمد اجتماعاً مع رؤساء الوفود، وتطرق النقاش إلى الأمور العسكرية والأمنية، بما في ذلك ضرورة تشكيل لجان عسكرية وأمنية للإشراف على أي إجراءات أمنية يتم الاتفاق عليها. واتفقت الأطراف على أن تستمر لجنة الأسرى والمعتقلين في دراسة المبادئ والآليات اللازمة لحل هذه القضية بشكل عاجل. وقال ولد الشيخ: كان الاجتماع إيجابياً وتركز النقاش على إحدى القضايا المحورية لحل الأزمة. إن الطريق للسلام لم يكن أبداً سهلاً، لكني أعول على التزام الأطراف بإيجاد حلول عملية تمهد تلك الطريق نحو اتفاق ثابت لإنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن. بدوره، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، إن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة حالياً في الكويت دخلت مرحلة مختلفة بعد طرح أفكار وآراء ومبادرات تسهم في دفع الجهود المبذولة للتوصل إلى الحل السياسي المنشود في اليمن، وأكد أن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة برعاية الأمم المتحدة تسير في الاتجاه الصحيح، معربا عن الأمل في أن يسفر هذا التطور الإيجابي عن توصل الأطراف اليمنية إلى التوافق المطلوب الذي تنتظره أطراف السلام. وأضاف: نلمس بكل ارتياح استعداد جميع الأطراف اليمنية في لقاءاتهم المتعددة للتوصل إلى حل سياسي يحقن دمــاء أشــقائنا في اليمن. وأكد وفد الحوثيين رفضه أي ورقة تعدها الأمم المتحــدة لا تلبــي مطالب الوفد، وقال محمد عبدالسلام المتحدث باسم جماعة الحوثيين ورئيس وفدها إلى مـشاورات الكويت، إن الوفد الوطني سيرفــض أي ورقــة تعدها الأمم المتحدة لا تلبي مطالب الشعب اليمنـــي التي أعلناها في البيان والمتمثلة بسلطـــة توافقية تكون فيها مؤسسات الدولة مؤسسة الرئــاسة وتشكيل حكومة وطنية وتشكيل لجنة عسكرية بمهام وشخصيات متوافق عليها وبقرار يصــدر من السلــطة التوافقــية وفك الحصــار وإنهاء الحـــرب.