امرأة واحدة أشعلت الصفيح الساخن في تويتر. هي الأميرة الجوهرة بنت فهد بن عبد العزيز آل سعود. رحلت في أيام مباركة الى رحاب السماء بعد أن قدمت لوطنها انجازات لا تعد ولا تحصى. من هنا كان طبيعياً أن يحتل هاشتاق #الأميرة_الجوهرة أكثر المواضيع تداولا في السعودية، ورثاها الامراء والعامة تقديراً لأعمالها وتاريخها الطويلة. وفي مقدمة هؤلاء الأمير فيصل بن تركي الذي دعا الله سبحانه وتعالى أن يسكن روحها الجنة. كما غرد الممثل السعودي فايز المالكي على صفحته في تويتر قائلا: "رحم الله الاميرة الجوهرة والعزاء لكل أبناء الاسرة ولزوجها الامير تركي بن محمد بن سعود وأسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان". من هي الأميرة الجوهرة آل سعود؟ هي ابنة الأمير فهد بن محمد بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، ووالدتها الأميرة موضي العسافن وزوجة الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود. لم تكتفي الأميرة الجوهرة بلقبها كأميرة، بل قررت أن يكون لها بصمة في وطنها السعودية من خلال العمل الاكاديمي – التعليمي، فحصلت على درجة البكالوريوس في الآداب والتربية – قسم اللغة العربية والعلوم الدينية من كلية التربية للبنات في مدينة الرياض. من ثم تابعت دراستها في الدراسات العليا، حيث حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراة في علوم اللغة العربية بعد أن تخصصت في النحو والصرف. عملت الأميرة الجوهرة أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية البنات، ثم شغلت منصب وكيلة مساعدة للشؤون التعليمية بالمرتبة الرابعة عشر في كليات البنات، حيث تولت مهمة إدارة الشؤون التعليمية فيها، وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة للطالبات. كما شغلت منصب عميدة كلية التربية للبنات بالرياض. الا أن النقلة النوعية في حياتها المهنية جاءت حينما تم تعيينها أول مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حينما قرر خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز اعادة هيكلتها. انطلقت الأميرة جوهرة في اعادة تنظيم كل كليات وفروع جامعة الأميرة نورا على امتداد المملكة. كما أشرفت على وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية، وأسست خلال أربع سنوات هي مدة ترأسها للجامعة عدة كليات وتخصصات جديدة وفقًا لمتطلبات سوق العمل. من هنا حققت الأميرة الجوهرة نقلة تعليمية لافتة من خلال تطوير تعليم الفتيات ما سمح لخريجات جامعة الأميرة نورة ايجاد الوظائف المناسبة لشهاداتهن. أتمت الأميرة الجوهرة مهمة اعادة هيكلة جامعة الأميرة نورا خلال أربع سنوات، ثم تقدمت باستقالتها الى الملك عبد الله من أجل احالتها الى التقاعد والتفرغ لحياتها العائلية، بعد أن أمضت سنوات طويلة في الكفاح بين أروقة الجامعات والطالبات. وها هي تغادرنا اليوم بعد أن صنعت جيل استثنائي من الفتيات المؤهلات لقيادة جيلهن في مجالات العمل المختلفة.