×
محافظة المنطقة الشرقية

القضاء البحريني يغلق جمعية الوفاق المعارضة ويضع حداً لتجاوزاتها

صورة الخبر

قد يكون الوقت مبكراً لإطلاق الأحكام على مسلسلات الموسم الحالي من شهر رمضان، لكنّ ثمة أعمالاً ينتظرها المشاهد من الحلقة الأولى، وفي ذهنه توقعات، إمّا تصيب وإما تخيب. ويُعدّ «ليالي الحلمية» في طليعة هذه الأعمال التي قد تُقرّر متابعتها شوقاً إلى شخصيات راسخة في ذاكرتك (سليم باشا، نازك السلحدار، علي وعادل البدري، زُهرة...) أو بحثاً عن زمنٍ مفقود، على اعتبار أنّه يُمثّل جزءاً من ذاكرتنا العربية الجماعية. فـ «الحلمية» تجاوزت «مصريتها» لتغدو - بشوارعها الضيقة ومقاهيها وشخوصها وأحداثها - امتداداً للأحياء التي نعيش فيها، أين ما كنّا. ولكن، هل يُمكن أن تعود الحلمية بلا أبطالها الثابتين؟ إنّه السؤال الأول الذي يخطر على بال المشاهد، منذ الإعلان عن عودة «الليالي» بجزء سادس، بعد نحو عقدين على توقفه. وليس أبطالها هم سليم البدري (يحيي الفخراني) والعمدة سليمان (صلاح السعدني) وعلي البدري (ممدوح عبدالعليم) والأسطى زكريا (سيد عزمي) والمعلّم زينهم (سيّد عبدالكريم) وغيرهم ممّن غاب عن المسلسل أو عن الدنيا... إنما السؤال عن بطلها الحقيقي/ مخترعها المؤلف أسامة أنور عكاشة الذي كان للحلمية مثل ماركيز لـ «ماكوندو»، المدينة التي حفرت عميقاً في ذاكرة القارئ حتى غدت مرادفاً تلقائياً لصاحبها. وفي غياب عُكاشة، هل كان ممكناً أن يُكمل كاتب آخر مشروعاً ضخماً بناه الراحل في رأسه قبل نحو ثلاثة عقود، لينقله من ثمّ إلى التلفزيون ويُحقق به ما لم يتحقق في تاريخ المسلسلات المصرية والعربية؟ التحدّي أمام صنّاع الجزء الجديد من الليالي ليس سهلاً. مصر التي حاكى المسلسل تاريخها على مدار خمسة أجزاء تغيرت. الممثلون تغيروا. والأهمّ أنّ ذهنية المشاهد المصري - العربي تبدلّت أيضاً. لذا، استعانت الجهة المنتجة بكاتبين شابين هما أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين لعلّهما ينجحان في نقل الواقع المصري بعد ثورة يناير. ربما تستحق التجربة الجديدة التي يُديرها المخرج مجدي أبو عميرة فرصة أكبر قبل أن يُطلق الحكم النهائي عليها، لكنّ الأكيد أنّ جهد القائمين عليه كان سيبرز أكثر لو أنّ المسلسل اتخذ عنواناً آخر غير «ليالي الحلمية». هذه التسمية التي تجرّ معها كثيراً من المقارنة الظالمة، لا سيّما أنّ صورة العمل الراهن تفتقد روح «الحلمية» القديمة، ولولا اسم المكان وأسماء شخصياته لما ربط أحد بين الحلمية 6 وما سبقها. وليس الذنب ذنب أحد ربما، لكنّه «الشجن الذي يأتي من اختلاف الزمن»، على ما يقول السيد حجاب في أغنية «ليالي الحلمية» التي غناها محمد الحلو ولحنها ميسيل المصري لتصير هي الأخرى راسخة في أذهاننا. ولعلّ إبقاء أغنية المسلسل الأصلية أفضل خيارٍ في الجزء الجديد. فإن لم يُقنعك العمل بالمشاهدة، فعلى الأقلّ ستتوقف لسماع الأغنية واستعادة ذكرياتها.