ياواد إنت طالب وإلا قهوجي، وإلا عربجي شفتك تضرب العيال في الزقاق.. بهذه العبارات لفت عبدالمحسن حسن دوم انتباه زوار مهرجان جدة التاريخية، وأسعدهم وأضحكهم عندما عرفوا أنه معلم كتاتيب يلقن الطلاب القرآن الكريم والأحرف الهجائية في أحد أزقة المنطقة التاريخية بزيه الشعبي القديم وبلهجته الجداوية وهيبة المعلم وكيفية تمكنه من التعامل مع الطلاب في المدرسة ومحاسبتهم بما يفعلونه خارجها إن لم يتم استذكار الدروس بشكل جيد. عبد المحسن دوم، أفصح أنه طالب كتاتيب سابق ويشعر بالفخر الكبير أنه تعلم بالطريقة القديمة التي ترسخ المعلومات في ذهن الطلاب، وكم كنت أتمنى أن أصبح معلم كتاتيب إلا أن الزمن تغير ولم تتحقق أمنيتي. وعندما سمعت أن مهرجان جدة التاريخية سيعلن انطلاقه سارعت في طلب المشاركة كمعلم كتاتيب، حتى أتمكن من تحقيق ولو جزء من حلمي القديم وهو تعليم الطلاب بالطريقة القديمة، وفي كل مرة أتذكر معلمي وأعيد كلماته التي مازالت ترن في أذني منذ ذلك الزمن. واستطرد، تعلمت على يد الشيخ علي هلالي وحسن حبيب ومعلم كان يلقب بالـ (مستر) نظرا لتمكنه من نطق اللغة الإنجليزية باقتدار.