×
محافظة المنطقة الشرقية

الوجبات السريعة تتسبب في ارتفاع معدلات السمنة في أفريقيا

صورة الخبر

استمع أيقظت عملية تل أبيب البطولية مجموعة من الأسئلة والتساؤلات الكامنة حول حقيقة ما آلت إليه الهبَّة الشعبية والمقاومة الفلسطينية عموماً، بقدر ما حملت العديد من الدلالات والرسائل الأمنية والسياسية لكل الأطراف الصهيونية والفلسطينية والإقليمية والدولية. قد يكون توقيت العملية هو العنصر الأهم في سياقاتها المختلفة، إذ إنه يأتي في لحظة حساسة جداً وربما تكون فارقة بالنسبة لكل الأطراف، ففي البدء كان الحديث يدور، خلال الشهرين الماضيين، عن نجاح الاحتلال وأجهزته الأمنية في إخماد الهبّة الشعبية الفلسطينية، لتأتي عملية تل أبيب وتقلب كل التوقعات، وتثير مخاوف جدية بشأن إمكانية تطور الهبة الشعبية من السكين إلى السلاح الناري، المنتج بوسائل محلية. كما أنها جاءت بعد أيام قليلة من تولي اليميني المتطرف ليبرمان منصب وزير الحرب الصهيوني، لتفرض تحدياً جدياً على هذا الإرهابي صاحب التصريحات النارية حول قصف السد العالي وتصفية السلطة وإعادة احتلال قطاع غزة، وتمثل اختباراً للرد الذي سيقوم به والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه. وفي الإطار الإقليمي والدولي، أكدت العملية التي جاءت أيضاً بعد أيام من مؤتمر باريس، استحالة شطب الحقوق الفلسطينية، طالما أن جذوة المقاومة لا تزال موجودة وستبقى الحارس الأمين لهذه الحقوق، فيما نبهت العملية أيضا إلى استحالة إدخال الكيان في منظومة التطبيع والأمن الإقليمي من دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واستعادة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. وبعيداً عن الأسئلة التقليدية حول كيفية اختراق العمق الصهيوني ووصول منفذي العملية إلى قلب تل أبيب، وعلى بعد أمتار من وزارة الحرب حيث يعمل ليبرمان، فهذا يبقى إبداعاً فلسطينياً يضاف إلى الإبداعات التي اجترحتها الانتفاضتان الأولى والثانية، إلا أن ذلك لا يعفينا من التأشير إلى وجود خلل فادح في العمل الوطني الفلسطيني وحالة غريبة من الاسترخاء لا تتناسب مع التحديات التي تواجه القضية الوطنية، فالعمل الفردي، وهو جزء من الغضب الفلسطيني، مفيد في تعطيل رادار أجهزة أمن الاحتلال وشبكة عملائه كما هو حال السلطة وتنسيقها الأمني، لكن يجب استثماره وتأطيره في المشروع الوطني الفلسطيني، ومقاومة الاحتلال، وهذا من مسؤولية فصائل العمل الوطني. فالمقاومة ليست حالة مناسباتية للاحتفال بكل عملية على حدة، وإنما فعل متواصل ومنهج عمل يومي ضد الاحتلال بحيث يتحول إلى احتلال مكلف وله ثمن باهظ لا يقوى على احتماله، وقبل هذا وذاك على فصائل المقاومة الإقلاع عن بيانات الترحيب والشجب والاستنكار ومغادرة دائرة رد الفعل والدخول في دائرة الفعل. يونس السيد younis898@yahoo.com