الرياض حسين الحربي بعد أكثر من ثلاث سنوات على رحيله، يعود الدكتور غازي القصيبي، بكتاب يتوقع أن يثير جدلاً واسعاً، خاصة أنه يجمع مقالات كتبها الراحل قبل نحو ربع قرن من الزمن، يظهر فيها صراعه مع عدد من المشايخ، ومن أبرزهم سلمان العودة وعائض القرني وناصر العمر. «في عين العاصفة»، هذا هو عنوان الكتاب، وهو العنوان نفسه الذي كانت تنشر تحته مقالات القصيبي أثناء أزمة الخليج، في صحيفة «الشرق الأوسط». قدم للكتاب عثمان العمير، وسيصدر عن دار جداول للنشر والترجمة، وسيكون متوفراً في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي ينطلق في مارس المقبل. وأوضح الرئيس المشارك في دار جداول للنشر والترجمة، محمد السيف، أن هذا الكتاب يعد واحداً من أهم الكتب التي ستقوم الدار بطباعته، وبين أن الكتاب، الذي يقع في 385 صفحة، مقسم إلى ثلاثة أبواب، الأول «عين العاصفة»، ويضم مقالات سياسية كتبها القصيبي خلال أربعة أشهر إبان غزو الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت. وقال: هي مرحلة وانتهت بخيرها وشرها، ولكن هذه المقالات تُعد وثيقة تاريخية، وكما قال المؤلف غازي القصيبي: إذا كان مطلوب منا أن نسامح فليس مطلوب منا أن ننسى. وأضاف السيف أن الباب الثاني يضم عدداً من المقالات الاجتماعية «بعد هبوب العاصفة»، أهمها مقالته «قضية القضايا.. وبقية القضايا»، التي رد عليها الشيخ عائض القرني، وعدّها في خطبته الشهيرة بجامع الملك خالد في أبها في خطبةً مدوّيةً بعنوان «سهام في عين العاصفة»- ضرباً من ضروب التفاوض على الشريعة، وعقَّب عليها الشيخ ناصر العمر محاضرة شهيرة بعنوان «السكينة.. السكينة»، بقوله: «ومن وسائلهم ما يسمّى الحوار، عندهم مبدأ الحوار، وهذا المبدأ خطير، خطير، خطير»، وهاجمه الشيخ سلمان العودة في محاضرةً بعنوان «الشريط الإسلامي.. ما له وما عليه»، تضمنت ردودا متعدّدة، أهمها ردّه على مقالة للقصيبي بعنوان «يوميات كاسيت»، مما اضطر القصيبي بعدها إلى إصدار كتاب بعنوان «حتى لاتكون فتنة». أما الباب الثالث، بحسب السيف، فكان عنوانه «على نار هادئة»، وتضمن مقالات من أهمها أيها «الأصوليون الوصوليون من أتباع عبدالله المؤمن»، والمؤمن كان قد فند رؤى ومقالات حسن الترابي حينما وصف حرب الخليج بأنها فرصة لتمدد التيار الإسلامي، ومقالة أخرى رد فيها على الأمير الحسن بن طلال. وبين السيف أن الراحل كان يتمنى أن يطبع كتابه هذا، حتى أنه في مقالاته الأخيرة ذكر إنه قادم قادم لا محالة، مشيراً إلى أن القصيبي كان ينوي طباعة تلك المقالات على شكل كتاب. وأوضح العمير في مقدمة الكتاب، كيفية تمكنه من إقناع القصيبي بالكتابه في صحيفة «الشرق الأوسط» بعد فترة انقطاع طويلة عن الكتابة.