القاهرة: خالد محمود بعد ساعات من إطلاق السلطات المصرية سراحه، اعتذر شعبان هدية، الملقب بـ«أبي عبيده الزاوي»، رئيس «غرفة عمليات ثوار ليبيا»، عن خطف الدبلوماسيين الخمسة في طرابلس يومي الجمعة والسبت الماضيين. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قبيل مغادرته مصر إن السلطات المصرية أطلقت سراحه بعد أن جرى توقيفه بسبب ما وصفه بـ«مشكلة في الإقامة المتعلقة به في الأراضي المصرية». وهو ما أكدته مصادر في وزارة الداخلية المصرية أمس، قائلة إنه لا صحة عما تردد بشأن ضلوع الرجل في تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة يوم الجمعة الماضي. وأعقب توقيف «الزاوي» قرب مدينة الإسكندرية (شمال غربي القاهرة) واحتجازه لدى السلطات المصرية، اختطاف مسلحين ليبيين لخمسة من أعضاء بعثتها الدبلوماسية في العاصمة طرابلس، والإفراج عنهم بالتزامن مع إطلاق سراحه. وكانت مصر قد أجلت جميع أعضاء بعثتها من طرابلس وبنغازي يوم أول من أمس بسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا. ولم تعرف الجهة التي قامت باختطاف الدبلوماسيين المصريين، على وجه الدقة. وأعربت وزارة الخارجية المصرية أمس عن بالغ ترحيبها بنجاح مساعيها المتواصلة بالتعاون مع الأجهزة المصرية المعنية ومع الحكومة الليبية خلال الأيام الأخيرة لإطلاق سراح أعضاء السفارة المصرية في طرابلس «الذين جرى اختطافهم خلال تأدية واجبهم تجاه الوطن». وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي، أن الوزارة تابعت قضية المختطفين ساعة بساعة بصفتهم مواطنين مصريين أبرياء يؤدون واجبهم في خدمة البلاد ورعاية مصالح أبناء الجالية المصرية في ليبيا وتقديم الخدمات القنصلية للشعب الليبي الشقيق. ومن جانبه، أشاد وزير الخارجية، نبيل فهمي، بالتنسيق القائم بين وزارة الخارجية وأجهزة الدولة المصرية المعنية حول هذه القضية العاجلة التي كانت محل اهتمام مباشر ومستمر لرئيس البلاد ورئيس مجلس الوزراء، كما نوه بـ«التعاون الكامل مع الحكومة الليبية الصديقة». وفي تصريحاته عقب إطلاق سراحه الليلة قبل الماضية، قال هدية (الزاوي) إنه قام بتعنيف خاطفي أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، مقدما اعتذاره للسلطات المصرية عن هذا العمل، ونفى أن يكون محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية جماعة إرهابية، كما نفى انتماءه إلى تنظيم القاعدة. وأضاف أن السلطات المصرية أخضعته للتحقيق بسبب مشكلة تتعلق بإقامته على أراضيها، لكنه أكد أن الأزمة التي هددت بتوتر العلاقات المصرية - الليبية انتهت. وأكد أنه سيعود لاحقا إلى مصر، التي قال إنه أقام بها خمس سنوات قبل اعتقاله وإنه لن يتوقف عن زيارتها، مضيفا أن «مصر أمنا وهي بلدنا، وأنا الآن مقيم بها من خمس سنوات، وأمشي على أرضها، وآكل من خيراتها، وأنعم بأمنها.. هذا بحمد الله موجود وما زدت فيها إلا حبا». وأشاد رئيس «غرفة ثوار ليبيا» بحسن معاملة السلطات المصرية له، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن المصرية التي أوقفته يوم الخميس الماضي لم تكن تعرف هويته حتى لحظة توقيفه. وأضاف أنه كان في زيارة للإسكندرية في إطار تحضيره رسالة دكتوراه في مجال تحقيق التراث في معهد أكاديمي يتبع جامعة الدول العربية. كما نفى شعبان أن تكون «الغرفة» التي يترأسها متهمة من قبل رئيس الحكومة الانتقالية الليبية علي زيدان بالتورط في خطفه العام الماضي لمدة سبع ساعات متواصلة من مقر إقامته بأحد فنادق العاصمة طرابلس، في ظروف ما زالت مثيرة للجدل. واتهمت هذه الجماعة بخطف زيدان لفترة وجيزة في طرابلس في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، علما بأنها أعلنت - في بادئ الأمر - أنها اعتقلت رئيس الحكومة، ولكنها نفت ذلك فيما بعد.