×
محافظة المنطقة الشرقية

100 طفل وطفلة في احتفال «بر الفيصلية»

صورة الخبر

تعتبر الكلية بمثابة معمل مهمته تنقية الدم من كثير من السموم والفضلات الناتجة عن العمليات الحيوية داخل الجسم. لكن هناك أمراض حادة ومزمنة يمكنها أن تؤثر جدياً على أداء الكلية، فتتراكم النفايات والسوائل الفائضة التي تفضي لاحقاً إلى مضاعفات قد تكون قاتلة. ومن أهم الأمراض التي تسبب تدهوراً في وظائف الكلية مرض تضيّق الشريان الكلوي. والشريان الكلوي هو فرع من الشريان الأبهري البطني يتولى مهمة نقل الدم من القلب الى الكلية من أجل تنقيته وتخليصه من الشوائب العالقة به. ويؤدي تضيّق هذا الشريان إلى عرقلة وصول كميات وافية من الدم إلى الكلية فتحدث فيها تغيرات طارئة في وحدات الترشيح والتصفية، ما يشكل خطراً شديداً على الكلية لأنه يتسبب في ضمورها وفي تدهور ملحوظ في وظائفها قد ينتهي بالفشل الكلوي، إذا لم يتم علاج التضيّق في شكل صحيح قبل فوات الأوان. ويشاهَد مرض تضيّق الشريان الكلـوي أكثر فأكثر مع التقدم في العمر، خصوصاً مع عبور حاجز الخمسين، إذ إن الترسبات الدهنية المدعومة بالصفيحات الدموية والمواد الليفية تتراكم رويداً رويداً على طول البطانة الداخلية للشريان الكلوي مشكلة ما يشبه هضبة صغيرة تكبر مع مرور الوقت إلى درجة قد تسد الشريان كلياً ما يتسبب في موت الكلية تماماً، كما يحصل في احتشاء العضلة القلبية. أما في سن ما قبل الخمسين، فغالباً ما يحدث التضيّق في الشريان الكلوي بسبب وجود عيب خلقي يؤدي إلى تشكل حزمة من النسيج الليفي تحيط بالشريان، ومع مرور الوقت ينمو الشريان فقط من دون الحزمة الليفية التي تبقى على حالها معرضة إياه إلى التضيق المترقي. ويشيع مثل هذا النوع من التضيق عند النساء في الشريحة العمرية من 15 إلى 30 سنة، ويفضي عادة إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم لا يستجيب للعلاج، وفي بعض الحالات يصاحب هذا التضيق تدهور ملموس في وظائف الكليتين. وهناك مجموعة من عوامل الخطر التي تشجع على استيطان مرض تضيّق الشريان الكلوي، أهمها ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والتدخين، والتقدم في السن، وارتفاع مستوى الكوليسترول السيء في الدم، وفرط الشحوم الثلاثية، والبدانة، وأمراض الكلية المختلفة. كيف يتظاهر مرض تضيّق الشريان الكلوي؟ غالباً ما يتم اكتشاف مرض تضيق الشريان الكلوي بالصدفة من دون ظهور عوارض لدى المريض، كما يمكن تشخيص المرض لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يعانون قصوراً في وظائف الكلى أو عوارض قصور العضلة القلبية. وفي شكل عام لا تظهر العوارض إلا عندما يتطور المرض ويتضيّق الشريان بنسبة أكثر من 50 في المئة. ليست هناك عوارض محددة لمرض تضيّق الشريان الكلوي، إلا أن ارتفاع ضغط الدم الذي تصعب السيطرة عليه يجب أن يدفع إلى الشك بوجود التضيّق. أيضاً يجب التفكير بالتضيّق عند تسجيل أي بوادر للقصور الكلوي. كيف يشخّص تضيّق الشريان الكلوي؟ يعتمد التشخيص على إجراء عدد من الفحوص لتأكيد الإصابة، مثل الفحص المخبري لوظائف الكلى، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحسوب. ويجب الشك بتضيّق الشريان عندما لا يتجاوب ارتفاع ضغط الدم على العلاج الدوائي، وعند سماع لغط لدى وضع سماعة الفحص على البطن، ولدى تدهور وظائف الكلى إثر تناول أحد الأدوية الخافضة للضغط، وكذلك عندما تكون الكليتان غير متساويتين في الحجم. ماذا في شأن العلاج؟ إن المسار النهائي لتضيّق الشريان الكلوي هو الانسداد الكامل في الشريان، ولذا من الضروري أن يتم العلاج في الوقت المناسب وقبل الوصول إلى هذه المرحلة القاتمة. ويختلف العلاج تبعاً لخطورة المرض والتاريخ المرضي. إن تضيّق الشريان الكلوي الذي لا تصاحبه زيادة في ضغط الدم أو تدهور في وظائف الكلى لا يحتاج إلى العلاج في المرحلة الأولى، وكل ما يلزم هنا المتابعة الدورية المستمرة لرصد أي تدهور وبالتالي القيام بالإجراءات الضرورية، إلى جانب اتباع نمط حياة سليم للحفاظ على وظائف الكلى، مثل فقدان الوزن، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، وتطبيق نظام غذائي فقير بالملح والدهون. أما علاج تضيق الشريان الكلوي الأحادي الجانب أو المزدوج المصحوب بارتفاع في ضغط الدم، فيتم بالأدوية المعتادة التي تنظم أرقام الضغط. إذا فشل العلاج المحافظ في تحقيق النتائج المرجوة منه، فإن الحل الجراحي يصبح أمراً لا مفر منه، ويقوم على إدخال بالون إلى تجويف الشريان ومن ثم نفخه لتوسيع الشريان فقط أو لتوسيعه مع وضع دعامة مثبتة في داخله كي يبقى سالكـــاً، وبالطبع لا بد من التأكد من فاعلية هذه العملية في تحسين حال المريض بواسطة فحوص ما قبل العملية. وتبقى الوقاية من تضيّق الشريان الكلوي حجر الزاوية، ويجب أن ترتكز هذه في الدرجة الأولى على استبعاد عوامل الخطورة، مثل ضغط الدم المرتفع، والسمنة، ومرض السكري، والتدخين، والتقدم في السن، وارتفاع شحوم الدم، وأمراض الكلية. وعلى كل بالغ أن يقوم بفحوص دورية سنوية لتحري أرقام الضغط ومستوى السكر والشحوم في الدم، إضافة إلى إجراء تحاليل بولية وأشعة بسيطة للمسالك البولية. وبالطبع يجب ألا ننسى تناول الغذاء الصحي، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على الوزن المثالي.