اليوم هو أول جُمعة في شهر رمضان المبارك، نسأل الله لنا ولكم فيه القبول والرحمة والغفران، تنشط فيه (المرحلة الثانية) من تبادل تهاني حلول (شهر الرحمة) تحت بند (فكّونا من المشاكل والمناقيد), على طريقة باركوا لمن (سقطوا سهواً) في أول ليلة من رمضان، حيث أصبحت علاقة جزء كبير من مُجتمعنا مُعقَّدة، ومُزيفة، ومُتصنعة، وشكلية حتى في مثل هذه المناسبات؟!. ما أن يدخل شهر رمضان المبارك حتى تلمس بالفعل أن (علاقاتنا الاجتماعية) تحتاج لإعادة ترتيب؟ فالتهنئة بالشهر الفضيل لم تعد هي ذات (التهنئة البريئة) والصادقة عند من سبقونا، فتراتيبية وأولويات هذه التهنئة تغيرت عندما حل متابعونا عبر وسائط وشبكات التواصل الاجتماعي محل الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، ومنهم أوّلى بالتهنئة والمباركة؟ وكأنّهم عالمنا الحقيقي والواقعي الذي نعيشه، الأمَّر والأكثر إيلاماً أن (المصالح والمنافع) هي من تقود أجندة التهاني هذه، وبعد أيام نذكر أو نُذكّر أن هناك أقارب وأصدقاء وجيران سقطوا من القائمة؟!. يتردد على مسامع مُعظمنا اليوم عبارات من نوع: سلّمت على خوالك؟ فكّونا من المناقيد، باركت لأعمامك بالشهر؟ فكّونا من المشاكل... إلخ، وكأن التهنئة والمباركة وصلة الرحم التي أمرنا الله عزَّ وجلَّ بها، وتتأكد في مثل هذه الأيام المباركة، مُجرّد تحليل قسم، ومحاولة بُعد وهروب عن المشاكل والمناقيد، وليست تهنئة صادقة خرجت من القلب إلى القلب؟!. المجتمع مليء (بالرسائل المُعلبة) التي تصلك ضمن جميع من في القائمة، مما يُصيبك بالذهول عند (تخصيص) أحدهم مكالمة تهنئة ومُباركة شخصية، أو رسالة خاصة تحمل اسمك، وتبدأ معها الشكوك؟ والتساءل لماذا خصّني فلان (بالتهنئة) وكأنّه أمر غريب؟!. شهر رمضان المبارك ومن بعده عيد الفطر وعيد الأضحى، هي منصات اختبار حقيقي لمعرفة هل مازالت علاقاتك ذات طابع إنساني متين وسميك بأقاربك وأصدقاءك، أم أنك تعمل وفق قاعدة (فكّونا من المناقيد) أعلاه؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.