من المناظر المشهودة التي لا يملُّها المسلم مَرأى موائد الإفطار كل مغرب رمضان في كل مسجد. وتتعمّق بمشاهدتها في الحرمين الشريفين حيث تضم ما لذّ وطاب من أفخر الأصناف لا أقلّها. ففي الحرم المكي قِيس امتدادها بأربعة كيلومترات. وفي الحرم النبوي قريب من ذلك. موائد ليست حكومية. بل من أهل الخير أثرياء وغير أثرياء. تعكس بجلاء تَوادَّ المسلمين وشراءَهُم ما عند الله. إنه مشهد من مشاهد كثيرة تغيظ الأعداء. ليس سهلاً على عدوك أن يراك في وئامٍ وإيثارٍ وإغداقٍ مع من عرفتَ ومن لم تعرف. فلا غَرْوَ أن يبذل الغالي لإفساد ذلك بعد خروجك من المصلّى لِئلّا تستمر تلك (الروح الإيمانية) خارج المسجد فيستعيد المسلمون بعض أمجادهم. تلك بإيجازٍ و تبسيطٍ هي حكايةُ عداواتهم لنا.