يقول الدكتور «أحمد راشد السعيّد» أستاذ الإعلام السابق في جامعة الملك سعود في مشاركة تلفزيونية محرضا على الجهاد، ما نصه: (أنا أعتقد أن كل واحد منا مسؤول وكل واحد منا على ثغرة؛ اللي يستطيع أن يذهب بنفسه فليذهب، واللي يستطيع أن يأخذ بندقية ويقاتل فلا يستشر أحدا، لا يستشر شيخا ولا أحدا، إذا يستطيع أن يفعل شيئا ليوقف العدوان ويثخن في الأرض ويوقف الهمج المتوحشين بأي وسيلة كانت فلا يبحث عن فتوى فليبادر إذا استطاع أن يدفع من ماله). انتهى. لا أحتاج إلى القول إنه رأي أهوج.. محزن ومثبط أن يكون مصدره واحد ممن أوكلت إليه إحدى أعرق جامعاتنا مسؤولية تعليم وتنشأة الأجيال، فهو رأي قد أقبل أن يصدر من جاهل أحمق متأسلم، لا يعرف ولا يثمن مسؤولية الكلمة ولا تبعاتها، أما أن يصدر من أكاديمي متخصص، مثل هذا الرجل فإن خللا ما يستحوذ ليس عليه فحسب، وإنما يمتد إلى من منحه الفرصة، وأعطاه الحق، لأن يكون مدرسا في أي تخصص، فما بالك وهو في (قسم الإعلام)!. قد يقول قائل إن هذا الأكاديمي المنفلت قد تم إبعاده مؤخراً عن الجامعة، ولكن السؤال كيف ترك طوال هذه السنوات يعمل في مهنة التدريس وهو بهذه الصفاقة؟.. محرضا على الفوضى والقتال، مع أن أرباع طلبة العلم، إلا المتأخونين منهم، يعلمون يقينا، أن النفرة إلى الجهاد تشترط أن يكون الداعي إليه (ولي الأمر)، حصرا، ومن قال بغير ذلك فهو ينهج نهج الخوارج. فهذا المنفلت يدعو إلى الفوضى)، ويحرض على القتل والفتنة، وكأنه قد أمن المساءلة والعقاب، فقل أدبه وتجرأ في قضية هو فيها جاهلا وغير متخصص؛ ومن يرصد تغريداته في تويتر، يجد العجب العجاب؛ حتى أنه في تغريدة له، عاد وحذفها، مسّ جناب التوحيد مُتبرما منه؛ قد يكون المذكور منزعجا مما وصلت إليه أوضاع العرب والمسلمين، فخانه التعبير، ومع الحماس قال هذه المقولة المضطربة، وغير السوية، ولا المسؤولة، قد أقبل هذا التبرير من أحد (الاغيلمة) غير المنضبطين، أما أن تأتي من أكاديمي تدرّج في السلك الأكاديمي حتى نال درجة (البروفيسور) فهذا ما يجب أن نتوقف عنده طويلا، ونعمل على معالجة بواعثه وأسبابه، كظاهرة خطيرة، تنم عن مرض عضال، وانحراف أكاديمي، لا يمكن أن نتركه ينتشر ويتفشى في مؤسساتنا الجامعية. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن جامعة الملك سعود يكثر بين أكاديميها مثل هذه النوعيات المخجلة التي حوّلت الجامعة إلى (مرتع) يرتع فيه المؤدلجون المتأسلمون، فسيطروا على النشاطات الثقافية، وحولوها إلى منابر أدلجة، لا إلى قاعات دراسة وتعليم حيادية. وكثيرون تطرقوا إلى هذا الشأن، وعلى رأسهم البروفيسور السعودي الشهير «حمزة المزيني». إنها تجاوزات وطوام لا يسكت عنها فلا بد وأن هناك وسيلة أكاديمية لكبح جماح مثل هؤلاء الأكاديميين، عندما يصل بهم الانحراف الفكري إلى هذه الدرجة الخطيرة، فلماذا لانُفعّلها. إلى اللقاء نقلا عن الجزيرة