كشف النقاب أمس عن مخطط لرئيس البلدية الإسرائيلي، نير بركات، لتصفية مطار قلنديا القديم، وهو المطار الوحيد القائم في الضفة الغربية، وبناء حي استيطاني يهودي فوقه يضم 15 ألف وحدة سكنية. واعتبر مراقبون المخطط «زانة» قفز يستخدمها بركات، لطرح نفسه بديلا عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فهو يطمح لترشيح نفسه لقيادة الليكود، الذي انتسب إليه السنة الماضية فقط، والتنافس على رئاسة الحكومة. ويفتش عن مشروع ضخم لهذا الغرض، يجده في المشروع الاستيطاني المذكور. وقالت مصادر مقربة منه إنه يعي جيدا مغزى تحطيم مطار قلنديا، الذي جرى الاتفاق على جعله مطارا مستقلا للدولة الفلسطينية العتيدة وفقا لاتفاقيات أوسلو. وقد نفى وزير الإسكان الإسرائيلي، يؤاف غالانت، أمس، وجود هذا المشروع في وزارته. لكنه أضاف، في تصريح نقلته الإذاعة العبرية العامة أمس: «توجد لدينا مخططات للبناء في القدس، لكننا لا نريد إثارة إشكالات في هذا الوقت». وحاول المقربون من بركات الادعاء بأنه يخطط البناء لليهود والعرب، بالقول إن المخطط ينطوي على تخصيص قطعة أرض مجاورة لبناء 3 آلاف وحدة سكن للمواطنين الفلسطينيين في المكان. وقد أثار المشروع ردود فعل إسرائيلية داخلية معارضة، فقال عضو الكنيست نحمان شاي: «أعمال البناء هذه ستؤجج المعارضة الدولية وستزيد من حدة الجدل حول القدس. وهي، في نهاية الأمر، لن تخرج إلى حيز التنفيذ». وقالت عضو المجلس البلدي، لورا فرتون، إن «هناك جهات في بلدية القدس ترغب فعلا في أن تشعل المدينة، وهي تتحين الفرصة لإرسال الدبابات عبر الجدار بهدف ضم المناطق». وبحسب أقوالها، «على ما يبدو فإن المسيرة (مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية التي قام بها اليمين المتطرف أول من أمس في الأحياء الفلسطينية في القدس، لإحياء ذكرى احتلالها)، لم تكن استفزازا كافيا بالنسبة لهم، أو إنهم لم ينجحوا في جر ما يكفي من المتطرفين للحجيج إلى جبل الهيكل. وبدلا من ذلك كله، يبدو أن الإعلان عن إقامة حي جديد عبر الخط الأخضر قد يشكّل بديلا مناسبا». وكانت عضو المجلس البلدي قد وجهت انتقادات شديدة إلى نير بركات، رئيس البلدية، قائلة: «إن برنامج اليمين المتطرف يندمج بشكل تام مع جهود رئيس البلدية بالبروز على حساب أعضاء الليكود الأكثر جدية والأكثر شهرة منه». وعلى عكس هذه المواقف، بارك عضو البلدية، آرييه كينغ، الخطوة قائلا: «بصفتي مدير صندوق أراضي إسرائيل، العامل على توطين اليهود في أي مكان في شرق القدس، وفي شمال القدس بالذات، فإنني أبارك أي مبادرة قادرة على جلب عشرات اليهود للانتقال للسكن في شمال شرقي القدس». وكان رئيس الكتلة البرلمانية لـ«ميريتس»، عضو الكنيست نير جيل أون، قد أعلن أنه عازم على تقديم اقتراح إلى جدول نقاشات الكنيست اليوم، حول هذا الموضوع.. «في الوقت الذي تتعامل فيه إسرائيل مع مقاطعة دولية، وفي الوقت الذي يضغط فيه العالم علينا لكي نتحرك في مجال الاتصالات السلمية بيننا وبين الفلسطينيين، فإن خطوة كهذه، كما أعلنت عنها بلدية القدس، ما هي إلا لغم سيتسبب في زيادة العقوبات والعزلة المفروضة على إسرائيل أصلا». وأضاف: «على بلدية القدس التوقف عن كونها الذراع الضاربة لحكومة اليمين التابعة لنتنياهو. إنني أدعو وزير شؤون القدس، زئيف إلكين، إلى العمل على إلغاء هذه المخططات، وبدل أن يزيد من الهوة القائمة ومن التوتر السياسي، يتوجب القيام بزيادة المجهود لترميم أحياء سكنية يقطن فيها سكان آخرون في المدينة الأفقر في إسرائيل». من جهته، علق عضو الكنيست أحمد طيبي (القائمة المشتركة) مطلقا لقب «شيطاني، واستفزازي، سيشعل المدينة والأرض» على المخطط، قائلا: «إقامة 15 ألف وحدة سكنية مخصصة لليهود خلف الخط الأخضر هي بصقة في وجه المجتمع الدولي، وهي إثبات لقولنا بأن نتنياهو وحكومته يعادون فكرة الدولتين ويحولون الواقع ثنائي القومية إلى دولة واحدة ثنائية القومية». وأضاف الطيبي: «الجمهور الذي انتخب نتنياهو سيتحمل النتائج، والحال، في دولة ثنائية القومية، سيكون مختلفا تماما، لأن العالم لن يقبل بالأبارتهايد». يشار إلى أن الحي الجديد سيقام على مسطح المطار القديم، شمالي المنطقة الصناعية في عطروت، قريبا من قلنديا وجدار الفصل. وستقام الشقق في كثافة عالية وبمبان متعددة الطبقات جنوب المنطقة الصناعية، إلى جانب حي بيت حنينا العربي، كما أن هناك مساحة فارغة من الأرض سيقام عليها الحي العربي، وتتراوح قدرته الاستيعابية بين 2.600 و3 آلاف شقة سكنية. وسيطرح المخطط للنقاش على طاولة مهندس المدينة شلومو أشكول، ورئيس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء مئير ترجمان. وسيلتقي الاثنان عما قريب مع جهات التخطيط في وزارة المالية وسيعرضان أمامها المخطط العام. وتعد قطعة الأرض المعنية واحدة من أواخر الأراضي الفارغة في القدس.