بعد أن رصدت الحكومة الفرنسية ما يقارب مليارا و700 مليون يورو لتهيئة البنية التحتية من أجل استضافة كأس أوروبا للأمم 2016، ها هي اليوم تستقبل ضربة موجعة تتمثّل في تعرض العاصمة الفرنسية باريس إلى موجة من الأمطار الغزيرة تسبّبت في ارتفاع منسوب مياه نهر السين لأعلى مستوياته منذ أكثر من 30 عاما، لتتكبّد الحكومة الفرنسية خسائر مالية فادحة قدّرت بحوالي الملياري يورو، ناهيك عن تزايد أعداد الضحايا جرّاء غضب الطبيعة، لتتعرض عاصمة العطور إلى شلل في أغلب مراكزها التعليمية والصحية وطرق المواصلات والمتاحف وأبرز معالم العاصمة، ما جعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعلن حالة الاستنفار في أكثر المناطق تضررا، وليصبح الفرنسيون على موعد مع الزمن من أجل استغلال كل الطاقات والإمكانات البشرية من متطوعين وخلافه لأجل الخروج بأفضل صورة حسنة قبيل انطلاق أكبر البطولات الأوروبية على الإطلاق بحوالي أربعة أيام. ولا تزال فرنسا تعيش حالة الطوارئ منذ منتصف نوفمبر 2015، وذلك بعد الهجمات الإرهابية التي طالت فرنسا أثناء المباراة الودية التي جمعت فرنسا بألمانيا، غير أن الفرنسيين يعلمون جيّداً أن الحدث القادم يحتاج إلى تركيز وجهد مضاعفين، حيث طالبت الحكومة الجميع بتوخّي الحيطة والحذر، حتى الانتهاء من الحدث الكروي، الذي تستعد فيه الحكومة الفرنسية لاستقبال ما لا يقلّ عن 8 ملايين سائح سيكونون متواجدين من أجل مشاهدة منتخبات بلادهم في كأس أمم أوروبا لكرة القدم.