لا يمكن الاعتقاد الى أن قرار زين الدين زيدان بالابقاء على خدمات الحارس كيلور نافاس لاعبا أساسيا في التشكيلة الرسمية للنادي الملكي الريال، يمكن أن يصل بتأثيره المعنوي الى الحارس الكوستاريكي فقط، ذلك أن مثل تلك القرارات المفصلية التي يتابعها الجميع، من شأنها أن تصل بسماتها وايجابياتها الى جميع من لهم أن يتأثرون بتداعيات القرار، ليس اللاعبون والاداريون والاجهزة الفنية وفقط، بل وايضا الجماهير، في ظل التأكيد على مبدأ هام وهو العدالة والمساواة، وأن ينال المجتهد والمتفاني نصيبه من التقدير والاحترام، ومن غير المعقول أن يأتي زيدان اليوم وبعد ما قدمه الحارس الكوستاريكي من جهود واضحة وأثر فاعل في كل ما تابعه الجميع خلال المراحل الأخيرة لمسابقة الدوري، وأيضا بالتتويج بدوري الأبطال، ليتجاهل كل ذلك، ويبحث عن حارس بديل، ليس لسبب وجيه، سوى أن الرئيس بيريز كان قد خطط وقبل فترة طويلة في التعاقد مع حارس اتلتيكو مدريد السابق ديفيد دي خيا.! ربما لا يفكر الرئيس بيريز أكثر من تركيزه على فلسفة الاستثمار، دون الاهتمام بما يمكن أن يلحق بالفريق واللاعبين من تداعيات سلبية، ومن تابع السنوات الطويلة الماضية، يدرك جيدًا أن الريال لم يصل الى ذلك التراجع غير الدقيق، لو أن القرار ايضا راعى الجوانب الانسانية، والمبادئ والركائز الاساسية من العدالة والمساواة، والتي لا يمكن أن يقوم أي عمل ناجح بداخل المؤسسة أو في إطار الفريق دون الأخذ بها واعتبارها ركنًا اساسيًا لا يمكن التقاش حوله.! إن تمسك زين الدين زيدان بالحارس نافاس، هو جزء لا يتجزأ من عناصر النجاح التي يمكن أن تؤثر بالايجاب على المدرب القائد، وفي تفاصيل عمله واتجاهاته، وعندما يدرك الجميع أن القائد هو من اختار ذلك القرار وتمسك به، ليس مقارنة في مستويات وأداء بين حارس وآخر، بقدر ما يمكن أن يكون التركيز أكثر دقة على تقدير قيمة وتضحية وخدمات، وفي كرة القدم وفرقها الكثير من الشواهد، لعل آخرها ما رافق نادي تشيلسي لحظة تجاهله للحارس بيتر تشيك من أجل الحارس البلجيكي كورتوا، وعلى عكس ماهو متوقعا من جوزيه مورينيو شارك تشيك في الطفرة التي حققها ارسنال الموسم المنصرم، وانهى المسابقة الانجليزية وصيفا للدوري وتأهل لدوري الابطال، بينما تراجع تشيلسي للمركز العاشر، وهي حكاية من حكايات كثيرة، تذهب للإشارة الى أن مبدأ العدالة يظل ركنًا لا يمكن تجاهله بسبب حالة مؤقتة من الطموح ونشوة انتصارات، والتي لا يمكن أن تعني كل شيء مع فرق كرة القدم، عندما تغيب المبادئ والأسس وتتجاهل قيم وأهداف العدالة والمساواة.!