شهدت مشاورات السلام اليمنية، المنعقدة حالياً في الكويت برعاية الأمم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح، تمثلت في اتفاق الأطراف اليمنية، خلال جلسة لجنة الأسرى والمعتقلين، على الإفراج غير المشروط عن الأطفال، على أن تعقبه خطوات مماثلة لإطلاق سراح عدد من المحتجزين، فيما قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إن «الميليشيات الانقلابية أثبتت أن لا همّ لها إلا السلطة، والبحث عن شراكة هشة وتشريع انقلابهم»، وأكد أن اليمن لن يكون إلا في مكانه الطبيعي بين جيرانه وفي محيطه الآمن، ولن يكون وكيلاً لمشروعات القوى الواهمة، التي تريد عبر وكلائها عزل اليمن عن محيطه ومصالحه الحيوية. وفي التفاصيل، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن اتفاق الأطراف اليمنية على الإفراج غير المشروط عن الأطفال، وبحث تفاصيل وآليات إطلاق سراح عدد من المحتجزين، في الأيام القليلة المقبلة، سينعكس إيجاباً على عملية بناء الثقة، والدفع بمسار السلام إلى الأمام. • هادي: الميليشيات أسقطت الدولة ونهبت أسلحتها، واستقوت بها على المواطنين في المدن، وأخضعتهم بقوة السلاح لحكم كهنوتي ظالم وغاشم، في محاولة لفرض النموذج الإيراني. وأكد، في إطار إيجازه الصحافي اليومي، أن مشاورات الكويت سوف تستمر خلال شهر رمضان المبارك، معرباً عن الأمل أن يحمل الشهر الفضيل مناسبة لنبذ العنف، وتأكيد قيم الإسلام للتضامن واحترام الإنسان، والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية. كما أعرب عن تمنياته أن يحمل الشهر الكريم لليمن الفرج، ولليمنيين السلام، وللمشاركين في المشاورات الحكمة السياسية، التي تضمن تحقيق ذلك. وذكر أن مشاورات السلام اليمنية استأنفت أعمالها في الكويت، اليوم، بعقد مجموعة من الجلسات لتنفي بذلك كل ما يشاع عن تعليق أحد الوفود مشاركته في الجلسات، وتؤكد إصرار المشاركين على التوصل إلى حل سلمي. وأوضح أن أولى الجلسات كانت مع وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، إذ تطرق الحوار إلى أبرز محاور المرحلة المقبلة، بما يضمن ترابط الأبعاد السياسية والإنسانية والاقتصادية. وقال إنه تطرق كذلك إلى التطورات الميدانية في مدينة تعز، مشدداً على أهمية تقوية اللجان المحلية، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الأمن. وأشار إلى أن التطورات في تعز كانت كذلك الموضوع الأبرز في جلسته مع الوفد الحكومي، إذ أصر المشاركون على نقل معاناة سكان المنطقة، التي شهدت هجوماً على سوق مزدحمة، واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة، وذهب ضحيته عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وجدد المبعوث في هذا الصدد إصرار منظمات الأمم المتحدة على فتح ممرات إنسانية، تخفف معاناة المدنيين، وتزودهم بالمواد الأساسية الضرورية. من جانبه، قال الرئيس هادي إن «الميليشيات الانقلابية أثبتت أن لا همّ لهم إلا السلطة والبحث عن شراكة هشة، وتشريع انقلابهم، متغافلين ما أحدثوه من أوجاع وضحايا ودمار وإسقاط للدولة ونهب لأسلحتها، والاستقواء بها على المواطنين في المدن، وإخضاعهم بقوة السلاح لحكم كهنوتي ظالم وغاشم، في محاولة لفرض النموذج الإيراني في بلادنا التي شبت عن الطوق، ولن تقبل بغير الحرية التي تربى عليها شعبنا، في ظل الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر والجمهورية». وأكد، في خطاب له بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أن اليمن لن يكون إلا في مكانه الطبيعي بين جيرانه وفي محيطه الآمن، ولن يكون وكيلاً لمشروعات القوى الواهمة، التي تريد عبر وكلائها عزل اليمن عن محيطه ومصالحه الحيوية. وأضاف «لقد آن الأوان أن ينعم شعبنا بالأمن والاستقرار والرخاء والوئام، لقد آن الأوان أن يعود الانقلابيون عن غيهم، وأن يرفعوا سطوة أيديهم عن شعبنا وحريته وإرادته ومقدراته، ولا يفوتنا في هذه المناسبة العظيمة أن نثمن عالياً تضحيات الأبطال الشرفاء في الجيش الوطني والمقاومة الباسلة في كل شبر من ثرى أرضنا الطاهرة، وأن نترحم ونتذكر بإجلال وتمجيد أرواح الشهداء الأبرار، الذين رووا تربة هذا الوطن بدمائهم الزكية، وجادوا بأنفسهم من أجل عزتهم وكرامتهم وأرضهم وعرضهم، وكذلك الجرحى الميامين».